خربشات.. (وطن)

قمة الانكسار...
أن نلجم صوت الحلم بسلاسل الروتين
أن نذيب نداء الوطن في دهاليز التبرير
كأن الوطن خيال… والأمل ترف…
وأن نقنع أرواحنا أن "هذا هو الممكن"
تلك ليست حكمة… بل خيانة ناعمة!

عيدك مبارك يا وطني:

يا سادة بلدي
لم نعد ننتظر منكم عدلا
فقد وهن عظمكم
وكبلت شجاعتكم.. ان تحبوا وطنكم
بعد أن تخلى عنكم القريب قبل البعيد
واصبحتم مكروهين من كل بشر
نحن لن نقدر على نصرتكم طالما
يؤلمنا الجوع والعوز
لم ننتصر لكم اذا مانتصرتم لضميركم
واصراركم على ما ينخر جسدنا من حيف
عندنا تتساقط حبات الرطب قبل نضجها
فتاخذونها لاسيادكم
وغلتنا منكم قهرا وذلا
تأكلها ديدان الأرض...
انهزموا من هذا الوطن
لأن نصاب الإنهزام قد اكتمل~

البراكين وسيلة الارض
لتقول "تفو" بحرقة
وآمننا الله من شر البراكين
فجعل افواهانا تقولها لكم.

حين يفتنكم جمال الارض وطبيعتها بالسفر
والتنزه
تلك رياضة روحية
لتخلص من رؤية سياراتهم الفاخرة
واستثماراتهم التي صادرت حتى الارصفة
باموال سرقت بدم بارد~

الموتى الحقيقيون
ليسوا أولئك الذين واراهم الثرى بل الذين واراهم النسيان
وهم في اوطانهم

لا تستمع للمنظرين بل للمجربين
فاجتياز المحيط على الخارطة
أسهل بكثير من اجتيازه في قارب
وهذا يشبه الكلام بلا تطبيق~

نصيب الإسلام من الجغرافيا
مساوٍ لنصيب القرآن
في قلوب السياسين المسلمين~

السلام رحمة للبشر
لكن بعض الأرواح تختنق من رائحة الزهور
وتسعل حين تسمع نشيد الأمان...
هؤلاء لا يهدأ لهم بال إلا إن سمعوا ..قرقعة الرصاص

ويبدو أن صوت العصافير يزعج أذواقهم الخشنة

هم لا يشربون القهوة..
بل يحتسونها من فوهة مدفع
ويحلونها بدموع اليتامى..
ثم يزمجرون قائلين:
آه، ما أطيب طعم السيادة

يخافون من هدوء الصباح
ويظنون أن السلام مؤامرة
وأن كل يد ممدودة... تخفي خلفها خنجرا

أما الحب؟ فهو عندهم مرض يستأصل.
وأما الحوار؟ فترف لا يليق بالرجال "الجبابرة".

دعهم يتصارعون مع ظلالهم..
فنحن نعرف أن السلام لا يفرض بالسلاح
بل يولد في قلب لا يعرف الكراهية.