رفوووف & حروووف

أبحث عنك بين قلبي وروحي
بين نبضي وصمتي
بين حروفي المتناثرة، وكلماتي الضائعة

أبحث عنك في أروقة الشوق
في أصداء الحنين المتردد بين الضلوع
في كل فراغ تركه غيابك
في كل لحظة تمر دون أن تشرق بوجودك

فهل أجدك؟
أم أنني سأظل تائها بين الحروف
أبحث عنك في سطور لا تجيب
وفي كلمات تفتقد دفء صوتك؟

ولك في الروح عشق لا ينتهي
كأنك الفجر حين يولد من رحم الظلام
تنساب في شراييني كنسيم لا يقاوم
فكيف لروحي أن لا تدمنك؟
وأنت بلسمها
وجرحها
ودواؤها في آن معا؟

أحبك كما لو أن الحب خلق فيك
ومنك ابتدأ، وعندك ينتهي..
فلا حياة لنبضي دونك
ولا أمان لروحي إلا في دفء حضورك.

أنا هنا لأقول
إن القلب لا يضبط ساعته إلا على دقات الحب
حان وقت الحب
وقت أن نفتح نوافذ أرواحنا
لنسيم دافئ يشبه من نحب

حان أن نحب بلا خوف
أن نمنح بلا حساب
أن نصدق بما نشعر
ونعيش كما نحلم

كونوا بكل حب، أصدقائي
فما الحياةُ إلا لحظة…
تستحق أن تُعاش بقلوب تحب بصدق.

كل مرة يحضر فيها طيفك
تتوقف الحياة لحظة..
كأنها تنصت للحن حضورك
وترقص أطيافها على وقع أنفاسك..

تتملكني السعادة
لأنك حتى في الغياب.. لا تفارقني
ولأن طيفك أوفى من كثير حضور
يجيء ولا يسكن القلب كما تفعل أنت

فقط..
ابقَ طيفا يزورني
حين يخذلني العالم~

كريمة هذه الدمعة
متواجدة عند الحاجة اليها
هي ليست ماء ينحدر من بؤبؤ العين
بل رسالة شفافة من القلب إلى العالم
لا تحتاج إلى كلمات لتفهم
يكفي أن يسكنك حزن لا يفسر
لكي تصبح كل دمعة
هي قصيدة لا يتقن قراءتها إلا من تجرع الألم

سلمت حروفها الاربعة ونقاء قطرتها الموجعة

حين يعانق الليل هدوء السماء
يبكي القمر بصمتٍ لا يسمعه أحد
إلا أولئك الذين يحملون حبه في قلوبهم

تنهمر دموعه كأنها ندى الحنين
تلامس أرواح العابرين في ظلمة المساء
تخبرهم أن الضوء لا يعني الفرح دائمًا
وأن البريق يخفي خلفه وجعا
لا يراه سوى من تأمله بقلبه لا بعينيه

كم من ليل شهد بكاء القمر
وكم من قلب ضاق بحزن يشبهه
لكنّه يبقى عاليا
يشع بنوره رغم الدموع
تماما كأرواح لا تنطفئ مهما أثقلها الحزن

في ظلال الليل
يبقى القمر شاهدا على الأسرار
على الحنين الذي يسكن الصمت
وعلى دموع لا يمحوها الفجر
بل تخبئها السماء
في دفاترها السرية ~

ربما جرعة من أنفاسك
تكفيني عمرا من النبض
لانها وطن
وشفاء وسكينة
ولانها الدواء… واحيانا هي الداء
تسري بي كما يسري الحنين في العروق
اصبت بك..
فهل أشفى منك؟.

أيها الحنين...
امض إليها كما لو كنت نسمة
تسللت من نافذة المساء
وحدثها عني..

قل لها:
إن قلبي ما زال يكتبها كل صباح
وإنني أخفيها بين الدعاء والصبر
وإن الشوق لا يزال يهمس باسمها في غيابي

ضع باقة أشواقي قرب وسادتها
وانتظر...
ربما تنهد باسم يشبهني،
ربما ابتسم دون أن يدري،
أو ربما..
أغمض عينيها كأنها تعانقني

ثم عد إلي..
وقل لي فقط:
"هل كانت تشعر بك.. تماما كما كنت أشعر بها انا؟"

أعطني يدك
كأنها عصا نجاة
أسند بها قلبا هرم بالحب
تعب من الترقب
وانحنى بشوق لا يشيخ
أعطني يدك
ليس فقط لأسند قلبي
بل لأمشي بك بعيدا عن كل ما يؤلم…
فأنت وحدك وطن
وطمأنينة
وأمان ~

أنا شخص لا حد لحناني
أداوي جرح إصبعك
ولو كانت جراح كفي تنزف صمتا…