رفوووف & حروووف

أحيانا يسرح القلم في الكتابة
فيكتب.. كلمات تنبض بالحزن العميق
وكأنها ترسم صورة للغرباء العالقين بين (حنين لا يهدأ وغياب لا يرحم)

إنهم أولئك الذين لا وطن لقلوبهم
ينامون على (أرصفة الشوق) يتوسدون الذكرى
ويستفيقون على حقيقة الغياب المُرّة
الطريق أمامهم ممتد لكنه موحش
والإشارات لا تهديهم سوى إلى متاهات الألم

هل هي أطلالُهم؟
أم قبورُ وجدٍ أودعوا فيها كل ما تبقى من روحهم؟

يا له من تيهٍ مرير حين يصبح الانتظار موتا بطيئا والرحيل قدرا محتوما...

يا أنتِ
يا العالقة بين الحلم والخيبة

ليس إثماً أن تركضي خلف المستحيل
ولا جرماً أن تعانقي سراب الأمل
لكن قسوة الطريق علمتكِ أن بعض الأحلام
تأكلنا قبل أن نصلها
وأن بعض الخطوات تُبتر قبل أن تعبر الضفة الأخرى

ما جنيتِ يا صديقتي.. وما كان قلبكِ إلا عصفورا ضل طريقه في غابة الذئاب
أحب حتى النزف
وصدق حتى الخذلان
لكنه رغم النزيف.. رغم الأنياب التي غرسها الخداع في نبضكِ
ما زال قلبًا ينبض… وما زلتِ أنتِ

فلا تندمي على الركض
فالأرصفة التي شهدت خطواتكِ الأولى ستشهد يومًا قيامكِ من جديد
أقوى، وأجمل، وأصفى.

إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة
جَمِيلْ ممَزوُج بعطر الورد
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ

الوافي معجب بهذا

تقبلني .. أو أجهز علي بسيف النسيان
كلاهما موتي ونجاتي ..
فقط.. لا تتركني معلقا بين الضوء والظلام
تتخبطني رياح الفقد.. وتنهشني أشباح الانتظار

سئمت مرافقة الصمت.. حتى صار لغتي
وصار وجعي معزوفة تتراقص عليها أنفاسي
تهدهدني كطفل أضاع دربه بين حنايا السهاد
وتحملني نحو هاوية البكاء.. بلا رجعة.

صنع قطار القدر من اجل ان.....
ترحل الأفراح مسرعة على قضبان الزمن
تختفي خلف الأفق ملوحة بمنديل الذكريات
كأنها تودعنا بابتسامة أخيرة قبل أن تذوب في سراب الماضي
نبقى نحن على الرصيف ذاته
نرقب المدى بعينين يثقلهما الحنين
وقلوبنا تزداد امتلاء بألوان الحزن التي لا تبهت
بل تتشربها أرواحنا كلوحة رسمها القدر بفرشاة الدموع

ورغم كل شيء
تبقى الذكريات شرفات نطل منها على مواسم الفرح الراحلة
علها تعود ذات يوم مع قطار جديد يحمل لنا أملا لم يكن في الحسبان.

دافئ..
عيناه ..تميمة حظ
أعلقها في زوايا الروح
كلما ضللت الطريق
اهتديت ببريقهما

يداه.. آية من السكينة
حين تلامس خوفي
ينكمش كغيمة عابرة
ويزهر في صدري ربيع الأمان

هو ليس مجرد عابر
هو دفء المواسم كلها
هو وطن يسكن ولا يغادر.

في عمق الانتظار يتشكل الصبح على هيئة حلم نقي
يكتب للروح ميثاقا بأن الغد أجمل
وبأن الأمنيات التي طال سجودها على عتبات الدعاء
ستجاب ذات صباح
في لحظة يبعثها الله كغيمة محملة بالمطر بعد جدب طويل تسمى "القدر"

فاصبر.. فالحلم لا يموت لكنه يتأخر فقط ليزهر في وقته الأجمل.

إليك.. يا موطن حرفي وبهجة عيدي

حروفي وأبجدياتي كطيور مهاجرة
تهيم في الأفق
باحثة عن ملاذها الآمن بين يديك
تشتهي السكون في كفيك
وتجد فيك موطنا لا تغادره الأرواح
أرسل إليك همساتي
تتوشح بالحب
وتنثر بين يديك عبير العشق والهيام
أفيض عليك دفئا
وأحمل لك حناني بين السطور
كنبض لا يعرف إلاك حياة

فأنت الحرف
وأنت القصيدة
وأنت المعنى الذي لا يكتب
بل يشعر.

يا لجمال اللحظة حين تلتفت
فتجد عيونا تحكي عنك.. لا عنك فقط
بل بك
تسرح في ملامحك كأنها تكتب قصيدة
وكأنك المعنى الوحيد الذي يستحق التأمل

ذلك الشعور...
حين ترى بعين تحبك
حين تصبح تفاصيلك الصغيرة وطنا لغيرك
حين تكون في قلب أحدهم أجمل من كل شيء

هو شعور يشبه الدفء في ليالي البرد
كابتسامة غير متوقعة وسط الزحام
أو كيد تمتد لتطمئنك بأنك لست وحدك.

حكايتي معك هذا الصباح قصيرة جدا..
بسيطة كنسمة باردة تلامس وجهي
كضوء الشمس يتسلل من نافذتي بخجل
كرشفة قهوة تحمل دفء يديك

لا أحتاج للكثير من الكلمات
ولا للغرق في تفاصيل الحنين
يكفيني أن أقولها بهدوء
بلا مقدمات، بلا تكلف:

أحبك فقط.