3. الإكثار من الصلاة على النبي قال عليه الصلاة والسلام:
ومن القربات في يوم الجمعة كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أنها مستحبةٌ في كل وقتٍ إلا أن يوم الجمعة يتميز بالإكثار من الصلاة والسلام عليه ، فعن أوس بن أوسٍ رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، و فيه قبض، و فيه النفخة، و فيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)). السيوطي في الجامع الصغير2480 وقال : إسنادٌ حسنٌ.
أما كيفية الصلاة عليه فقد أخبرنا بها أبو مسعود البدري رضى الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضى الله عنه. فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله،فكيف نصلي عليك؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ والسلام كما قد علمتمï´¾).
- صحيح مسلم 405 بسندٍ صحيحٍ.
ولهذا.. كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يستحبون إكثار الصلاة على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، [قال محمد بن يوسف العابد: عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: قال لي ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم أجمعين: يا زيد بن وهب؛ لا تدع إن كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرةٍ وتقول " اللهم صلِّ على محمدٍ النبيِّ الأميِّ"]
- الإمام ابن القيم / جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام ص34 – على موقع مشكاة
{ إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفَّخة، وفيه الصَّعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء } رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه النووي .
قال صلى الله عليه وسلم : "أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة" رواه البيهقي
4. الاغتسال يوم الجمعة: لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: { إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل }
ومن آداب الجمعة الغسل، وهو من الآداب العامة للمسلم خصوصاً عند حضور المجامع التي يلتقي فيها بالناس بأن يكون على أحسن حالٍ من الزينة والتنظف، وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة عيداً، وأمر المسلمين بالتجهز اللائق من الطهارة فعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيداً فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك))
الهيتمي في مجمع الزوائد 2/175 وقال : رجاله ثقات وصححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح 1343
وعن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)).
صحيح البخاري 877 بسندٍ صحيحٍ.
وفي مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضى الله عنه كان يقول: ثلاثٌ أوصاني بهن خليلي صلى الله عليه وسل لا أدعهن أبداً الوتر قبل أن أنام وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة،
صححه الشيخ أحمد شاكر في مسند الإمام أحمد 13/194
ولهذا؛ فقد عاتب عمر بن الخطاب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما لأنه لم يغتسل في يوم جمعةٍ كان قد شغله فيها شاغلٌ، إذ دخل عثمان فعرض به عمر فقال: ما بال رجالٍ يتأخرون بعد النداء؟ فقال عثمان: يا أمير المؤمنين ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت، فقال عمر: والوضوء أيضاً، ألم تسمعوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل)). فعلى كل من حضر الجمعة أن يغتسل من الرجال أو النساء، فعن عبيدة بنت نائل قالت: سمعت ابن عمر وبنت سعد بن أبي وقاص يقولان: من جاء منكن إلى الجمعة فلتغتسل (ابن أبي شيبة 117). وهذا لمن حضرت الصلاة من النساء.
علة الأمر بالغُسل
فالعلة في التشريع هنا عدم إيذاء المسلمين بالروائح غير المستحبة
وضرورة التنظف والتجمل عند زيارة بيوت الله كما أمر الله سبحانه:
ï´؟يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍï´¾
(- الأعراف: من الآية31.)
وربما يُبَكِّرُ بعض المسلمين بغسل الجمعة في يومٍ صائفٍ فيُسْقِطَ
الحكمة من تشريع الغسل واستحبابه، إذ أنه ربما يَنْخَرِطُ في عملٍ
بَدَنيٍّ يسبب إفراز العرق بغزارةٍ، فماذا أفاده الإغتسال الخاصُّ
بيوم الجمعة وقت الصلاة إلا إذا كان على جنابةٍ؟!
فيذهب إلى صلاة الجمعة على هذا النحو من الروائح المزعجة
للأنوف فيؤذي بها خلق الله من الملائكة والمسلمين في باحات المساجد.
وعلى المسلم اختيار أفضل ملابسه يوم الجمعة بدلاً من أن يذهب
إلى الصلاة في بِزَّةٍ لا تناسب المقام
فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة،
فرأى عليهم ثياب النمار،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما على أحدكم إن وجد سَعَةً أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثَوْبَيْ مهنته)).
(- البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 2/275
وقال : إسناده صحيحٌ)
ومن الأفضل أن يؤخر المسلم غسله وعطره وسواكه
وأخذ الزينة قرب ذهابه إلى المسجد يوم الجمعة.
فغسل الجمعة واجب، ويأثم من لم يغتسل إلا لضرورة،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" غُسل الجمعة واجب على كل محتلم " [ صحيح البخاري، 879 ] ،
يعني على كل بالغ.
وكذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :
" إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل "
[ صحيح البخاري، 877 ].
5. التطيب، والتسوك، ولبس أحسن الثياب
إن حسن المظهر وجميل الملبس, وطيب الرائحة
مطالب إسلامية رغب الشارع فيها عند أداء الصلاة
وعند حضور الجمع والجماعات
(( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) الأعراف -31
أيضاً أفرأيت لِما شُرع السواك عند الصلاة
لأنه مطهرة للفم ومرضاة للرب.
إذاً يجدر بالمؤمن أن يصرف شيئا من زينته
لله سبحانه وتعالى وذلك عند الوقوف بين يديه
فيأتي إلى عبادة ربه على أحسن حال.
وقدوتنا في ذلك نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
حيث كان يلبس أحسن لباس ويتعطر بأزكى رائحة
بل كان عبق طيبه يفوح في طريقه,
وقد أخذ بهذا المبدء خير القرون من بعده فنهجوا نهجه,
وسلكوا هديه, فعظموا الدين فأعلى الله شأنهم وأبقى ذكرهم
فلنا مع أولئك الرجال الأفذاذ وقفات لمعرفة واقع المساجد في
نفوسهم ومكانة الصلاة في قلوبهم لنقيس حالنا بحالهم,
فنلتزم نهجهم
يجب ايضاً على المسلم أن يتزين عند الذهاب الى المسجد وخاصة
الجمعة ويلبس افضل الثياب عنده وحبذا لو كانت بيضاء.
ويتطيب برائحة طيبة
لكن - الفتيات والنساء - لا يضعن الطيب خارج البيت.
التسوك: ففي حديث عام عن أبي هريرة رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لولا أشق على أمتي - أو على الناس -
لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "
[ صحيح البخاري، 887 ].
وكذلك فعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" غسل يوم الجمعة على كل محتلم. وسواك .
ويمس الطيب ما قدر عليه "
[ صحيح مسلم، 846/7 ]،
والأفضل أن يخصها بسواك الجمعة وليس السواك العادي،
ولهذا لو أن الإنسان استعمل يوم الجمعة الفرشاة
التي تطهر الفم لكان هذا حسنا وجيدا
قال عليه الصلاة والسلام:
{ من اغتسل يوم الجمعة، واستاك ومسَّ من طيب إن كان عنده،
ولبس أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب
الناس حتى ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام
فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها
وبين الجمعة التي قبلها }
وقال :
{ غُسل يوم الجمعة على كل محتلم،
وسواك، ويمسّ من الطيب ما قدر عليه }
وتلاوة سورة الكهف يوم الجمعة أكثر استحباباً من أي يومٍ آخر،
فقد روى أبو سعيدٍ الخدري رضى الله عنه
أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال:
((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعتين)).
البيهقي 249 والحاكم 683 وصححه.
ولبركة سورة الكهف فقد ((كان الحسن بن علي رضي الله تعالى
عنهما يقراها كل ليلة وكانت مكتوبة له في لوحٍ
يدار بلوحه حيثما دار من نسائه كل ليلة)).
البيهقي 2447.
ولعظم قدرها وتمام فضلها فقد جاء الخبر
عن أنس بن مالكٍ رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((نزلت سورة الكهف جملةً معها سبعون ألفاً من الملائكة)).
الديلمي في مسند الفردوس 6812.
ومتى ما حافظ المسلم على قراءة هذه السورة يوم الجمعة وليلتها
كل أسبوع فإنه لا شك سيحفظها مع التكرار بإذن الله تعالى،
وقد روى أبو الدرداء رضى الله عنه
عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصِمَ من فتنة الدجال))
صحيح مسلم 257 وسنن أبي داوود 4323.
وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد
وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة:
1- فتنة الدين (قصة أهل الكهف)،
2- فتنة المال (صاحب الجنتين)،
3- فتنة العلم (موسى عليه السلام والخضر)
4- وفتنة السلطة (ذو القرنين).
وهذه الفتن شديدة على الناس
والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان
الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ
كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ
أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا)
آية 50
ولهذا قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام
أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال
لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها.
وقد جاء في الحديث الشريف:
“من خلق آدم حتى قيام الساعة
ما فتنة أشدّ من فتنة المسيح الدجال”
وكان عليه أفضل الصلاة والسلام يستعيذ
في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال.
وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن
ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن: