خربشات.. (وطن)

اتمنى ان اكون سمكة
لاترك في بلعوم كل سارق
عظما يغص به

مؤلمة هي الأقدار
حين تسحق الأبرياء تحت عجلات الظلم والعبث
تشابه أسماء…. جملة تختصر مأساة
تصنع العاهات وتسلب الأرواح
دون أن يرف للجلاد جفن
أي عدالة هذه التي تبنى على الخطأ
وأي حياة تمنح بلا كرامة؟!

عبارة باردة تخفي وراءها مآسي لا تحصى
أرواحا تطفأ، وصرخات توأد قبل
أن تصل إلى مسامع العدالة
لكن.. أي عدالة تلك التي لا ترى سوى الأسماء
وتغض الطرف عن الحقيقة؟

فرض علينا الفقر ونحن اغنياء
بينما تغدق اوطاننا العطاء على آخرين
نطالب بحقوقنا امام أبواب لا تفتح إلا بشروط
وترفع الأيادي، لا دعاء، بل استجداء لمن يملك المفتاح
والمفتاح مقابل الكرامة.

المغول الجدد لم يعودوا بحاجة إلى السيوف والنار لاقتحام الأوطان
بل أصبحوا يحاصرون الأحلام بالخطط الخبيثة
ويقيدون الوطنيين بسلاسل الخوف
تعلموا أن الجدران تُهدم من الداخل
وأن النهوض يبدأ حين نصدّ الأيدي
التي تمتد لتمزق الوطن

لكن الوطن يعرف كيف ينتصر
فقد أشرقت شمسه على مرّ العصور رغم كل محاولات الطمس
وما دام في القلوب نبض
سيبقى صدى الحنين للوطن أقوى من أي غزو.

ومضة للوطن:
كل غيمة سوداء تمر
لكنها تعجز عن إطفاء وهج الأرض.

هذه حقيقة لا جدال فيها
فالتاريخ لا يخلّد إلا من صنعوا أثرًا
وتركوا بصمةً لا تمحى
سواء بالخير أو بالشر
أما الذين عبروا الحياة بلا أثر
فهم خونه ومتامرين
فقد كان مصيرهم أن يُنسَوا
ليكون نصيبهم الأخير ان ماتوا
مجرد مترين من التراب لا أكثر

فما أجمل أن يسعى الإنسان ليعبد الله والوطن دون غيره
بعطائه.. بقلبه الذي نبض ونواياه وشرفه
لا أن يكون مجرد اسم محسوب على الوطن
وهو بلا شرف.

قاسية هي تناقضات الوطن
حين يحاصر الأمل ويفتح الباب لليأس!

يا لمرارة الحقيقة
حين يزين المجد بالمشانق
والحرية بذل الخيانة

عزيزي الوطن
تتساءل عنك الاوطان الاخرى
هل انت صالحا للعيش ام لا؟