رفوووف & حروووف

صباحي يشبه تنهيدة طويلة
لم تجد كتفا تستقر عليه
قهوتي مرة بطعم الصبر
ومزاجي عالق بين شوق لا يقال
وهدوء يخفي الكثير.
أراقب الضوء
يتسلل من النافذة
وكأنه يسألني:
هل ما زلت تنتظر شيئا لا يأتي؟

همسة له على وجه العيد:
كل عام وأنت العيد الذي لم يأتِ
والفرحة التي ما زالت في طيّ الاوراق…
أنت غائب عن النظر
لكنك حاضر في تهنئتي الأولى.

وأظنه أروع حلم
أن يبقى حضورك في رأسي كزهرة لا تذبل
وحين يضيق قلبي بالحنين
يتسلّل حبك خلسة كنزهة إلى سطوري...
فاظفر به.. واسجنه في قلبي.

عصرية العيد الأولى، والكون يختال بزينته
وأنا أختال بك، كأنك العيد في هيئته
صوتك تهنئة، ونظرتك عيدية
وابتسامتك زينة لا تعلق بل تعانق القلب
كل شيء حولي يكتمل بك
حتى العيد لا يسمى عيدا إن لم تكن فيه
فيا من في حضورك تكتمل الطقوس
كل عام وأنت فرحة قلبي التي لا تزول.

الصمت نجاة
أشعر أن صدري مثقل بالكلام
وكأن الحروف تتوسل أن تولد على لساني...
لكن حين يغدو البوح خيانة لما أشعر
وحين تصبح الكلمات قيدًا
لا يليق بحرية هذا الوجع
أفضل أن ألوذ بصمتي
لأن ما يسكنني عميقًا
لا تسعه لغة
ولا يحتمل خفة التعبير.

صباحك حب لا يقاس…
تستيقظ في قلبي كل صباح
كمية من الحب لا تحتملها الحروف
كأنك تسكن في دمي
كأنك الهمس الدافئ بين أنفاسي
تثقلني بمحبتك، لا عبئا… بل امتلاء
كأن قلبي وجد فقط ليحملك فيه.

أشرب قهوتي وأفكر:
كيف لقلب صغير
أن يتسع لكل هذا العشق… ولا يفيض؟
صباحك أنا… إن كنت تعلم.

رَفيقٌ كالنور
في زحمة الأيام، وارتباك التفاصيل
يأتي هو…
لا يحدث ضجيجا
لكنه يربت على كتف القلب بصمت يعرفه اليقين

رفيق…
حين تتناثر فيك الحكايات
يلملمك دون أن يسأل
وحين تبهت ألوانك
يراك كما لو كنت اللوحة الأجمل

معه يصبح التعب خفيفا
والصمت أليفا
وكل ما حولك… يشبه السلام

هو لا يرممك، بل يجعلك لا تنكسر

مضت الأيام…
كما تمضي النسائم من نافذة مغلقة
هادئة… خفيفة…
لكنها تترك رجفة في القلب

كنت هناك…
بين تفاصيل العمر الصغيرة
في ضحكة وجملة ساخرة
في كوب قهوة نسيناه يبرد
في حديث لا معنى له…
لكنه كان يعني كل شيء

مضت تلك الأيام…
لكن الذاكرة، كطفل مدلل
لا تكف عن مناداتها
فأراك في زوايا الكلام
وفي صمت الصور
وفي ارتباك النسيان

لا أكره ماضيك
لكني أكره أنني لم أودعك كما يليق
ولم أحتفظ بك
كما يستحق الثمين أن يُحتفظ به

سلام على تلك الأيام
وعليك… يا ماضٍ ما زال يتنفس في قلبي.