"جريمة جبلة" تثير جدلا في العراق.. والكاظمي يتوعد "المقصرين"

"جريمة جبلة" تثير جدلا في العراق.. والكاظمي يتوعد "المقصرين"

جدل في العراق إثر ما جرى خلال مداهمة قوة أمنية منزلا لاعتقال "إرهابي" في منطقة "جبلة" الريفية شمالي محافظة بابل العراقية، الجمعة، حيث قتل نحو 18 شخصا، بحسب وسائل إعلام محلية عراقية.

أصوات عراقية علت مطالبة بالتحقيق وكشف التفاصيل ومحاسبة المسؤولين عما جرى، فيما تعهدت الحكومة والجهات الأمنية بالتحقيق والمحاسبة.

وفي البداية، قالت خلية الإعلام الأمني العراقية إن "المداهمة استهدفت منزل مطلوب بتهمة إرهابية".

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادرها في صبيحة يوم الحادث أن "الإرهابي قام بقتل عائلته وانتحر بعدها".

لكن الأنباء ومقاطع فيديو كشفت أن الرواية الأولية لم تكن دقيقة، وأن الحادث قد يكون "مذبحة منفذة بأسلحة الدولة" بحسب بيانات استنكار أصدرتها شخصيات عراقية من مختلف الأطياف.
تباين التصريحات

وأظهرت مقاطع فيديو يمتنع موقع "الحرة" عن نشرها بسبب طبيعتها الدموية، عدة قتلى في مكان يبدو أنه صالة منزل، معظمهم من الأطفال.

وأظهر أحد المقطاع المصورة التي تداولها ناشطون إطلاق رصاص كثيف يستهدف منزلا، ثم صراخ بكلمات من داخل المنزل، فيما يقول المصور، إنهم "يهاجمون منزل إرهابي"، وقام بنشر الفيديو على موقع إنستغرام، قبل أن يحذفه لاحقا كما يبدو.

وفي ظهيرة اليوم التالي للحادث، أمر رئيس الوزراء العراقي، المنتهية ولايته، مصطفى الكاظمي، جهاز الأمن الوطني بالتحقيق في الحادث، وقال إن التحقيق يهدف إلى "محاسبة المقصرين".وبشكل فوري، بدأ المسؤولون العراقيون يتحدثون عن "جريمة" حدثت في جبلة، بحسب وصف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء، سعد معن، في تسجيل وزع على وسائل الإعلام.

وقال معن، الذي كان يرافق وزير الداخلية العراقي في مكان الحادث إن "ما حدث جريمة غير مبررة، وقد فقدنا أناسا من أهالينا بينهم أطفال"وفي لقاء مع قناة العراقية الرسمية، قال معن إن "ما حدث جريمة، واستخدام مفرط للقوة".

وأكد معن وجود 12 طفلا "ضمن جريمة جبلة" وأن هناك 14 معتقلا يتم التحقيق معهم على خلفية الحادث.

وقال معن إن "المعلومات كانت تشير إلى أن هناك اثنين من الإرهابيين في بيت الضحية"، لكنه أوضح بأن "المعلومات التي وصلت إلى الجهات المعنية لم تكن دقيقة".

وقال معن إنه "تم التفاوض مع أصحاب الدار من أجل خروجهم لكنهم رفضوا ذلك".

وأضاف قوله: "شكلنا مجالس تحقيقية في وزارة الداخلية وأوقفنا العديد من المتهمين"، مضيفا أن "الأسلحة التي استخدمت لم يكن لها أي مبرر".

ويقول خبير القانون الجنائي، المحامي محمد الفوادي، إن "التصريحات التي تتحدث عن وصول معلومات استخبارية منقوصة، لاتبدو مقنعة، إذ أن هذه المعلومات تحتاج إلى سلسلة من الإجراءات قبل تنفيذ عملية المداهمة".

وأحد هذه الإجراءات، بحسب الفوادي، هو وجود أمر قضائي بالبحث والتحري، أو أمر قضائي بإلقاء القبض، وهو "ما لم يكن موجودا، أو لم يظهر حتى الآن".

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، إن على الدولة العراقية أن تقلل من مذكرات القبض، محذرا من أن "الحادث أظهر أن كل عملية اعتقال في العراق يمكن أن تكون "جبلة أخرى".وتعهد رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، حميد الشطري، الأحد، بأن "يد العدالة ستطال جميع المشاركين في جريمة جبلة"، وأضاف بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية أن " رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يتابع بشكلٍ تفصيلي نتائج التحقيقات الجارية".

ويقول الإعلامي، أحمد الزبيدي، إن "التعتيم ما يزال مستمرا، على الرغم من كثرة التصريحات بشأن الموضوع".

ويضيف الزبيدي لموقع "الحرة أنه "في حالات مماثلة، تتوقع المجتمعات تصريحات واضحة، تشير إلى التسلسل الزمني للحادث، الجهة التي نفذته، كيفية حصوله، والاتجاه الذي تذهب نحوه التحقيقات".

ويحذر الزبيدي من أن "التعتيم، والاكتفاء بإطلاق تصريحات فضفاضة من قبيل إجراء تحقيق والتوعد بمحاسبة الجناة لا يكفي، والأهم هو معرفة كيف حصل الحادث بالتفصيل لمنع تكراره، ولمنح العدالة للضحايا".

لكن الخبير الأمني العراقي، معاذ الربيعي، يقول إن "من الممكن فعلا أن يتسبب خلل استخباري في مثل ما حصل".

ويضيف الربيعي لموقع "الحرة" إن "هناك آلاف المعلومات الاستخبارية أمام أجهزة الأمن، وهي تقرر ملاحقة كل معلومة وفقا لتسلسل أولويات يعتمد على مدى موثوقية المعلومات التي حصلت عليها، وخطورة الهدف، وإمكانية هروبه".

ويقول الربيعي: "أغلب الظن أن أحد المسؤولين في تلك الأجهزة ضخم معلومات كاذبة عن وجود إرهابيين، مما جعل القوات الأمنية ترفعها على سجل الأولويات، وتقرر تنفيذ مداهمة بهذا الشكل".وانتقد بيان للوقف السني العراقي تباين التصريحات الحكومية بين هجوم "بذريعة الاتجار بالمخدرات مرة والإرهاب مرة أخرى".

وقال الوقف إن "أكثر من 20 ضحية قتلوا، بينهم نساء وأطفال".

كما انتقد تحالف عزم، الذي يقوده السياسي ورجل الأعمال خميس الخنجر، أداء القوات الأمنية.

ووصف النائب عن التحالف، ووزير الدفاع العراقي السابق، خالد العبيدي، ما جرى في جبلة بأنه "جريمة مكتملة الأركان (قانونيا، ماديا ومعنويا)، نفذت بأدوات الدولة، وجرت في ظل تساهل قيادات وسطية في تطبيق الإجراءات القانونية والمهنية، واستمرت بمحاولة المجرمين طمس الحقائق لتظهر على أنها عملية قتل جماعي وانتحار الفاعل، وخُتِمت بتضليل خلية الإعلام الأمني التي أعلنت في بيانها الأول عن تفاصيل لفقها المجرمون".

وطالب العبيدي بـ"عرض اعترافات المجرمين كاملة" ونشر تفاصيل التحقيق.وقال رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، إن "المجزرة الرهيبة التي حصلت في جبلة، هزت مشاعر المجتمع لبشاعتها".

وأضاف المالكي، في بيان نقلته وكالة "ناس نيوز" المحلية أن "هذه الجريمة النكراء ارتكبت (...) بأسلحة الدولة، وبمشاركة قوات حكومية ولأسباب ليس لها أي علاقة بالإرهاب ولا حتى بموقف ضد الحكومة، إنما كانت لخلافات عائلية وبشهادة بعض أهل المنطقة واقرباء الضحايا".

وأشار المالكي إلى أن ما جرى هو "استغفال الأجهزة الأمنية" ودعا إلى محاسبة المتورطين لـ"حماية تاريخ تلك الأجهزة".ويقول الخبير الربيعي "حتى لو كان المتهم إرهابيا فعلا، أو تاجر مخدرات، كما قالت بعض البيانات، فإن العمليات الأمنية واستخدام النار يجب أن يكون متناسبا ومركزا على حماية المدنيين والأبرياء، حتى لو كانوا من أقارب المتهم"، مؤكدا أن "كل الشواهد تقول إن هذا لم يحصل في جبلة، وهناك علامات استفهام كبيرة يجب أن تكشف".

الموضوع الأصلي: "جريمة جبلة" تثير جدلا في العراق.. والكاظمي يتوعد "المقصرين" || الكاتب: الوافي || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: الأخبار العالميه والمحليه

---

"[vdlm [fgm" jedv []gh td hguvhr>> ,hg;h/ld dj,u] "hglrwvdk"

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || "جريمة جبلة" تثير جدلا في العراق.. والكاظمي يتوعد "المقصرين"  القسم : || الأخبار العالميه والمحليه كاتب الموضوع : || الوافي

إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة
جَمِيلْ ممَزوُج بتَسنيِم اَلوَردْ
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ

شكرا على الطرح المميز لا عدمنا روعة مواضيعك
دمت لنا ودام تالقك الدائم تقبل خالص تحياتي