••
جرّب يوماً أن تضعَ سمّاعاتك مُستمعاً مُتأمّلاً لآيات الله، سامحاً لقلبك بأن يتشرّب معانيها ..
حينها؛ ربّما ستكونُ تحت ذات السماء مع الآخرين، وفي ذات الأرض، تشتركون بذات الضجيج الكونيّ من حولكم ..
لكنّك في ذات الوقت لست معهم ..!
روحكَ وقلبكَ وكُلّكَ مُهاجرٌ لعالمٍ آخر، مليءٍ بالسكينة، بعيداً عن هذه الفانية السريعة وضجيجها ..
ترفعُ نظرك للسماء مُتنهّداً، راجياً ألّا تختفي هذه السكينةُ التي سكنت قلبك، فبرأ فيها كُلّ جرحٍ وطاب بها كُلّ ألم وصغُرت معها الدّنيا في عينيك وقلبك ..
القرآنُ نعمةٌ عظيمة ..
لا أتخيّلُ حياةً دون قُرآن، أو قلباً لم يُجرّب يوماً الجلوس معهُ بحقّ، فيستقي بذلك سكينته ويُبرؤُ جروحهُ ويمسحُ تعبه، ويلتمسَ يد اللهِ في داخله وألطافه ورحماته ..!
ما أُدركهُ كُلّ يوم ..
أن ليس كُلّ حيٍّ حيّ، وليس مجرّد التنفّس دليلاً على الحياة!
حالُ القلب دليل ..
قلبٌ يابسٌ قاسٍ جافّ هجرتهُ الحياة رغم تنفّسه .. أو ليّنٌ رقيق، في ارتواءٍ مُستمرّ من كلام الله الذي هو مصدر الارتواء الأوّل، ودليل الحياة الأهمّ ")
يا رب عُمراً مُباركاً مليئاً بآياتك وسكينتها، مليئاً ببركتها وجمالها وجلالها ..
مليئاً بالخلوات التي كُلّها قُرآن، والليالي التي نورها القرآن، والأيام التي يتخلّلُ كُلّ دقائقها قُرآن ..
ونفْساً يتردّدُ صدى القرآن في أرجائها في كُلّ الأوقات، وقلباً يُحبُّ القرآن ولا يرجو إلاه، وروحاً غناها بالقرآن ..
ولا تحرمنا القُرب من كتابك وآياتك بظلمنا أنفسنا وذنوبنا ..
يا ربّ هذه المُعجزةِ العظيمة، يا رحيم
مقتبسات قرانيه
