رأس محمل بالفتنة

رأس محمل بالفتنة

تستعرض الكاتبة الإماراتية بثينة فهد، تجارب الحياة بعد الثلاثين من العمر، وما ينطوي على ذلك من تناقضات ووعي مكتسب، جراء الخسارات والخذلان، من خلال نصوصها السردية القصيرة في مجموعة ”رأس محمل بالفتنة“ الصادرة عن دار رواشن للنشر 2020، ضمن سلسلة سدرة لدعم الأعمال الأولى للمواهب العربية.

وتفتتح الكاتبة نصوصها بطرح فكرة الشاشة السوداء التي تظهر آخر الفيلم. فإما أن تكون محملة بالغصة، أو الرضا، عند الإنسان. ويعتبر المرور البطيء للأسماء عليها، بمثابة شريط حياةٍ للممثلين، حينما نركز فيه، نسترجع ذكرياتتا مع العرض بكامل أحداثه.

المجموعة السردية المحتوية على 68 صفحة، تنقسم إلى 22 نصًا منفصلًا، كل واحد منها بعنوان خاص، وبين كل نص والآخر تضع الكاتبة جملة قصيرة مائلة غالبًا إلى التكثيف، حول قناعاتها عن الحياة.

فيما تكتب ”فهد“ بضمير الأنا معظم نصوصها، وتتنوع في الطرح مابين المونولوج السردي، والحوار الذاتي، وكذلك السرد الحواري الثنائي، شاملة بذلك كله تجاربها الذاتية، وأفكارها المكتسبة، حول الحب، والوهم، والخدعة، والانكسارات في الحياة، وغيرها من المعاني.



باطن التجربة

ويمكن الحديث عن مشاعر غامرة تضعها الكاتبة الإماراتية في نصها، وتقافز سريع بين الأفكار، التي لا تُقدم على ربطها، فتتطاير بحرية مطلقة، مثل شعر مفلوت لامرأة منهكة.

وتنهمر الأفكار في نصوص الكاتبة من باطن التجربة، فتبدو حمراء ملتهبة، لم تنطفئ بعد، فيما يأتي حكمها ككاتبة لا كإنسانة مشبعا بالوعي، ممتلئا بالحزن.

و يبدو الطريق في كل مرة، عقب مرور النص، فارغا من كل شيء، مساحة تستعد للانغلاق الأبدي لولا الأثر، و كل ما تحاول الكاتبة فعله، أن تحفظ ذكرياتها من العفن والتحلل، من خلال الكتابة.

ومن الواضح، وسع مساحة المعرفة عند فهد، إلا أنها بحاجة إلى مهارات تزيد من قدرتها على صقل الأفكار.

فالنص عندها محمل بالمعنى المؤثر، والعاطفة المربكة، والأفكار المختلفة، لكنها، بلا أسلوب محكم، تخطو في صياغة نصها.





تصفيق

دائما ما يبحث الإنسان عن التصفيق في طريقه، فهو ليس فقط نقرات متكررة متبادلة بين الكفين، وإنّما ملامسة للمشاعر، وتحفيز على الاستمرار.

وهو ما تشير إليه بثينة فهد في كلمات العاشق لعشيقه، حينما ترفق هذا الدعم المعنوي، وتكسبه صفة صوتية قوية كالتصفيق، فيكون هذا الصوت، بمثابة إيقاع تمضي عليه في الطريق، وأيضًا، تكون قد وضعت ذاكرتها في مكان آمن خارج الواقع القابل للتلف في أي لحظة.

عن ذلك تكتب الكاتبة في نص نسختي الأسعد:

”شخص وكأنه جائزة حصلت عليها على صبري طوال هذه السنة..
وتقديرا لكل دمعة اخترقت خدي.
كيف لكلماته أن تكون بمثابة تصفيق حار لي، لمواصلة حياتي هذه، وتخليدًا للحظاتي على مسرح الصدفة“.





مزيج من لونين

لا يخفى على الإنسان أن مفهوم السيادة، يفقد أحد الطرفين هويته الخاصة، وأن التشابه يجعل من العلاقة رتيبة لا تنمو ولا تتجدد.

فذلك المزيج من الأفكار والتناقضات هو الطريقة المثلى للوصول لمساحة من الأمان. أما تفرد لون واحد بالمشهد، فلا يملأ المساحة، بل يصبغها بمظهر باهت. هذه الفلسفة تثيرها فهد في نص ”لون رمادي“حين تكتب:

”أنت تفهم أن كلًا منا له نظرة معينة، ورأي خاص، وحياة مختلفة أيضًا.
أنت تفهم أننا لونان مختلفان كالأبيض والأسود، معًا يشكلان مزيجًا رائعًا، وفخامة، لكنهما لا يمتزجان، إلا وقد ساد أحدهما على الآخر.
هل تفهم أن اختلافك عني سبب بقائي معك.
أنت تحب ما لا أحبه، وأنا أفعل ما لا أفعله!“.





لعبة الأقنعة السيئة

قد تكون الأقنعة أدوات لعب شيقة في حفلة تخفٍ معتمة، وقد تكون خدعة يستخدمها البعض لإخفاء الوجه الحقيقي، وطمس الإيماءات عن الآخر. وتحت هذه الأقنعة تندرج العديد من المعاني السيئة، كالخيبة والخذلان.

وقد يكون ما يدفع الإنسان لفعل ذلك، هو عدم ثقته في مكنونه، وخوف دائم من انكشافه. عن هذه المعاني تكتب فهد، في نص ”طفلة في الثلاثين“:

”مثلت في كل الأدوار التي لعبتها، وتكدست الأقنعة المرمية.
أنا مختلفة بوجودك، أبتسم وأركل أحزاني جانبًا، وأندفع منطلقة في مساحات الراحة الشاسعة بسببك. لهذا اعتبرني طفلة بحماقاتي، لم تعرف جانبها الممتلئ بالخيبات.
ربما بي طيش طفلة لكني بعقل أنثى، طفلة يصعب فهمها، كاتمة بشاعة المشاعر التي فقدت فيها الكل، وتريدك لنفسها، كدمية جديدة، لا تشارك أحدًا بها“.



الصوت الآخر

فيما تضع الكاتبة نفسها، كطرف تعرض للخديعة، نقيضًا للكرسي الذي تجلس عليه في نص ”طفلة في الثلاثين“ وتسرد هذه المرة بصوت مغاير.

ومن المؤكد، هنالك فارق كبير بين الصوتين في طرح الحدث، هذه البوليفونيا الصوتية في السرد، تعطي أكثر من زاوية رؤية للقارئ، وتزيد من مساحة التحليل.

حيث تكتب فهد في نص ”كل شيء إلا نفسه“:

”كان يبدو وكأن باستطاعته أن يكون أي شيء في هذا العالم.
يستطيع أن يكون قصائد العشاق، ومواعيد الغرام، ورسائل الشوق التي لم تصل بعد.
يستطيع أن يفوز بابتسامات خائبة، ويتوج نفسه ملك المحادثات، المتواصلة، وهو في قمة ضعفه، كاد أن يكون ورقة فقط“.

اساور ,الوافي معجبون بهذا

الموضوع الأصلي: رأس محمل بالفتنة || الكاتب: الملكة شهر زاد || المصدر: مملكة السلطانة شهرزاد

http://shrzad.com

كلمات البحث

خواطر ، اشعار ، ادب ، تصميمات ، مقالات

المصدر: منتديات شهرزاد الادبية - من قسم: مجلة منتديات مملكة شهرزاد

---

vHs lplg fhgtjkm

المصدر : || منتديات شهرزاد الادبية إسم الموضوع : || رأس محمل بالفتنة  القسم : || مجلة منتديات مملكة شهرزاد كاتب الموضوع : || الملكة شهر زاد

____

طرح رائع ومميز
وعطاء لاينضب من الانتقاء الجميل
لك انقى الموده وأجزل الشُكر

اساور معجب بهذا

هلا وغلا
اختى الغالية
السلطانة
شهر زاد
سلمتي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمتي ودام لنا روعه مواضيعك
شكرا جزيلا لك على المجهود الرائع
وعلى هذا الطرح الراقى
لروحك أكليل الورد

القيصر العاشق

البـ مديح ال قطب ــــرنس

اساور معجب بهذا

غيثك أنبت في الحروف حدائق
و أدخل البوح في طور الابتسام

محبتي و طوق النسرين

طرح في غايه آلروعه وآلجمال
سلمت آناملك على الانتقاء الاكثر من رائع
ولا حرمنا جديدك القادم والشيق
ونحن له بالإنتظار .."

لا عدمنا التميز و روعة الطرح
دمت لنا ودام تالقك الدائم آرق التحايا