الصعود إلى المزدلفة هو أحد المناسك المهمة في رحلة الحج المباركة، ويُعد انتقالًا روحانيًا هادئًا بعد وقفة عرفات المهيبة. يتحرك الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر المزدلفة بعد غروب شمس يوم التاسع من ذي الحجة، في مشهد يفيض خضوعًا وسكينة.
تقع المزدلفة بين عرفات ومنى، وفيها يقضي الحجاج ليلتهم. وعند الوصول، يؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا دون أن يصلوا بينهما سنة أو نوافل، ثم يبدأون بجمع الحصى استعدادًا لرمي جمرة العقبة الكبرى في منى صباح العيد.
يبيت الحجاج في المزدلفة حتى فجر يوم النحر – عيد الأضحى – ثم يتوجهون إلى منى، حيث يبدأون بأداء أعمال يوم النحر: رمي الجمرات، النحر، الحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة.
مشعر المزدلفة يُجسّد لحظة سكون بين يوم الدعاء الأعظم ويوم النحر، حيث يبيت القلب على يقين، ويجمع الحصى كما يجمع نواياه ليبدأ بها فجرًا جديدًا في طاعة الرحمن.