07-05-2020
|
#36
|
|
لاشك أن ديكارت أرسى قواعد الفكر الفلسفي في فرنسا، وان ليبنتس هو الذي أرساه في ألمانيا، ومن أهم قواعد الفكر الألماني ، أن العلم هو نقطة البداية، والميتافيزيقيا هي الغاية ، وذلك على عكس الفكر الديكارتي الذي يجعل من الفلسفةِ شجرة جذورها الميتافيزيقيا وجذوعها الفيزياء وفروعها الطب والميكانيكا والأخلاق .
لقد ارتقى ليبنتس بالميتافيزيقيا الى أسمى درجة الجمالية، وقد حول التصوف الألماني الى فلسفة عقلية تقوم على أساس مبدأ التناقض، ومبدأ العلة الكافية ومن الممكن أن نقول : أن نهر الحكمة يمتد من أرسطو الى ليبنتس من خلال فكرتي الجوهر والعلة معا، لكن ليبنتس جعل من الجوهر جوهرا متحركا بذاته بفعل القوة الذاتية
أما العلية فهو يحددها بالعلة الكافية التي بدونها لا يكون الشيء موجودا ويكفي وجودها لوجود الشيء
نحن لا نستطيع أن نفترض علة أولى تنتهي إليها سلسلة العلل كما فعل أرسطو لأننا بحساب التفاضل والتكامل يمكن أن تمتد السلسلة الى ما لا نهاية
يعتقد أرسطو أن الغاية من الوجود هو تحقيق الخير وان الله لا يصدر عنه إلا خيرا ومن الملاحظ أن ديكارت كان لا يفسح مجالا للعلة الغائية في فلسفته إذ يجعل الحركة آلية في الكون وصفة من صفات الامتداد.
كان ليبنتس يعطي الصدارة للعقل وأنه قد جعل من العقل الإنساني صورة من العقل الإلهي بحيث انه جعل من قانون التناقض والعلة الكافية مبدأين للعقل الإلهي فلا يصدر عنه ما يتنافى مع التناقض والعلة الكافية
|
|
.
|