10-25-2018
|
#4
|
|
لا ترحلي
*في رثاء امه
رحلتْ وقلبي خفقَةٌ متوسلـةْ
والليل لم يأبهْ فأطفأَ مشعَلهْ
*
ناديت ملهوفًا وملءُ جوانحي
شوقٌ يصارعُ ما بعيني من وَلَهْ
*
وأصختُ يغمرني الظلام ولمْ يكنْ
إلا عواءُ الريحِ بت أصيخُ له
*
فرجعتُ منكسرًا أكفكفُ عبرتي
والحزنُ يغرسُ في فؤادي منجلَهْ
*
والذكرياتُ تريقُ صمتي
واصطفاقُ الفقدِ ينثرني شظايا أسئلة
*
من لي سواكِ؟ فهل ستأتينَ الغداةَ؟
مشاعري تقفُ الغداةَ مؤملة
*
ولم التأخرُ؟ أين أنـتِ الآن؟
حانَ الوقتُ، أم كلُّ الوعودِ مؤجَّلَة؟
*
أمي حناُنكِ روضُ عمري أقصرتْ
فيهِ الحياةُ وليس غيرُكِ منهَلَه
*
فيكِ البقايا كمْ بها من قصةٍ
ما بينَ مُجمَلةٍ وبينَ مُفصَّلَة
*
لا ترحلي مازلتُ أركضُ إنما
كلُّ الدروبِ إليكِ باتتْ مُقفَلَة
*
لاحتْ طيوفُكِ فانتفضتُ مهرولاً
لا شيءَ للمشتاقِ غيرُ الهرولة
*
ذكراكِ ما تنفكُّ عني ، وجهُها
نورٌ ومعزفُ صوتِها ما أجمَلَه!
*
” عيسى حبيبي” أيُّ لحمٍ رَقَّ
حتى لمْ يدعْ في مُهجتي ما بلَّلَهْ؟
*
من لي سواكِ؟
فقدتُ أعظمَ نعمةٍ
منذُ افتقدتُ صلاتَكِ المُتبتِّلَة
*
فالبدرُ أنتِ إذا دجى ليلي وإنْ
صُبحي أطلَّ فأنتِ شمسٌ مُرسَلَه
*
(أمي)
وترتجفُ الحروفُ على فمي
فعسى تحطُّ على يديكِ مُقبِّلَه
*
عامٌ مضى في إثرِ عامٍ
تعصرُ الآهاتُ في ثغرِ انتظاري حنظلة
*
خلفي وقدَّامي صحارى شقوتي
تمتدُّ تزرعُها خُطاي المُثقلة
*
وكأنني في لجةٍ والموجُ مسعورٌ
فآخرُهُ يعاضِـــــدُ أوله
*
وإذا سمعتُ منادياً (أمي)
غصصتُ بحسرتي وسكبتُ دمعي حوقلة
*
و إذا رأيتُ البِرَّ فيهِ عضضتُ من
ندمٍ يدي لمْ أبقِ فيها أنملة
*
(أمي) وكم ردَّدتُها متـلذِّذاً
واليومَ في شفتي تبيتُ معطَّلَة
*
لا ترحلي!
هل تسمعين؟
كأنني وحدي
شعورٌ فاقَ أنْ أتحمَّلَهْ!!
*
منذُ ارتحلتِ ومهجتي مكلومةٌ
فقداً وعيني ما تزالُ مبلَّلَة
*
أنساكِ؟!
كيفَ وكلُّ ما حولي له
ذكرى بوهَّاجِ الشعورِ مُكلَّلَة؟!
*
ورحلتِ وارتحلتْ نوارسُ بهجتي
وبقيتُ أركضُ ليس ثمةَ بوصلة
*
إن كانَ آلمني الرحيلُ فإنني راضٍ
بأنك نلتِ أعلى منزلة
*
والقلبُ رغمَ توقُّدِ الأشواقِ لمْ
يتركْ دعاءً صالحاً ما رتَّـلهْ
*
فتَّشتُ عنكِ وأنتِ في قلبي شذاً
زاكٍ وسنبلةٌ تعانقُ سنبلةْ
*
الشاعر عيسى جرابا
|
|
|