05-23-2022
|
#74
|
|
همسات** شهر زاد
هل جربتم الحب؟..
هذا النوع من الحب أن تعشق روح من تحب قبل جسدها أن تنظر إلى روحها بعمق من خلال عينيها من دون النظر إلى جمالها وحسنها وطولها..
هل يمكن أن تعشق الروح روحاً أخرى وتغوص في أعماقها فتشتاق لضحكتها الحلوة..
ولصوتها وكلامها الناعم..
وتحس بالفعل أجمل إحساس وأنت بجوارها من دون أن تلمسها..
هل جربت ذلك؟ ؟
أن تنظر في عينيها وتتبادل الأحاديث بلغه العيون هل جربت ذلك؟
وحتى لغة الصمت تفهمها من دون أن تحرك لسانك وشفتيك
وتسمع حوارها الداخلي..
هل جربت ذلك؟
ان تشتاق إلى وجودها بجوارك وإن جاءت تتمنى أن يتوقف الوقت لتستمتع بعينيها
وبذكرياتكما القديمة معاً.. فترى روحك تعانق روحها بعيداً عن الرغبة التي تزول بعد انقضائها فهل جربت حب الروح؟
فعشق الروح للروح ينمو..
ويكبر ويتسم بالأبدية فهو عالق وباق بقاء الروح
فهو لا يعرف أرضاً ..ولا وطناً ولا بيتاً.
وهناك الكثير من الأرواح تهيم بروح من دون أن تعلم أين هي وتظل تحادثها
وتعاني معها تشعر بآلامها بالمقابل كثيراً ما نجد العديد من الأزواج يعيشون مع بعضهم العمر كله وليس بينهم سوى عشق الجسد للجسد
بينما هنا أجساد تفصل بينها آلاف الأميال متآلفة
هذا هيام الروح بالروح والذي لا نملكه بل يمِلكنا والذي هو منزه عن ارتكاب المعاصي وأجمل ما فيه هو مغالبة الشوق والوله بالحبيب البعيد..
العشق الروحي يعدّ حالة مرضية
وأول من تكلم عنه هو الطبيب اليوناني أبقراط الملقب بأبي الطب
حيث قال واصفاً العشق هو (طمع يتولد في القلب وتجتمع فيه مواد الحس فكلما قوي ازداد صاحبه اهتياجاً.. وشدة في القلق والسهر
وله أعراض مثل غور العين وجفافهما إلا عند البكاء وغِلظ الجفن من كثر السهر والأبخرة المتصاعدة واضطراب النبض).
يحكى قديماً أنه وقع أحد الفتيان من أبناء أمراء العرب في مرض عضال وقد عجز الأطباء في ذلك الوقت عن معرفة مرضه
وبالتالي علاجه ولما اشتد عليه المرض نحل وضعف جسمه فلجأ أهله لابن سينا
والذي دخل على الفتى وتفحصه وجس نبضه..
ثم طلب من الخادم أن يعدد جميع أحياء تلك البلدة
ولما ذكر أحد الأحياء، لاحظ ابن سينا أن نبض الفتى تسارع ومن ثم طلب من الخادم أن يذكر العائلات التي تقطن ذلك الحي..
ولما ذكر الخادم اسماً منها زاد تسارع نبضه، وهنا سأل هل لهذه العائلة بنات؟
فأجابوه بنعم..
فأخبر أهل الفتى أن ابنكم مريض بعشق إحدى فتيات تلك العائلة..
وعلاجه بالزواج منها، هذا هو الحب الروحي فهل جربتموه؟ ويقول المتنبي:
ياليته يعلم أني لست أذكره وكيف أذكره إذ لست أنساه
يامن توهم أني لست أذكره والله يعلم أني لست أنساه
|
|
|
|