01-23-2021
|
#35
|
|
أليك أيها المجهول
إلى كل من لا أعرفه أياً ما كنت.. شخص، مكان، زمان
لا يهم من تكون ولا يهم أن أعرف هويتك وتعرف هويتي..
يكفي أن أشعر أنك تسمعني عندما تقرأ كلماتي..
يكفي أن نتحاور صامتين.. تقرأني وترد علي بقلبك..
والأجمل لا يهم أن أشترك وأنت بنفس اللغة والجنسية والزمن والمعتقد
لا يهم أن تكون أنت في المستقبل وأنا في الماضي فالكلمات وحدها هي التي تستطيع أن تسافر عبر الزمن وتتعدى الأماكن
أعدك سأكون صادق معك إلى أبعد الحدود، حدود جهلي بك فعدني أن تكون وفياً إلى أبعد من ذلك
هناك حيث لا مكان للخيانة والكذب ولا وقت للدجل والنفاق ولا سعة للمتردد المرتاب
هناك حيث التقينا بدون أن يعرف أحدنا كيف وجد الآخر..
حيثما وصلتك كلماتي ووصلني شعور أنك تسمعني
وحيثما ذلك أود أن
تقرأ حزني فتواسيني..
وتقرأ فرحي فتهنأني..
وتقرأ جرحي فتداويني..
وتقرأ أحلامي فتشجعني..
وتقرأ خذلاني فتدعمني..
وتقرأ صمتي فتكلمني..
وتقرأ وحدتي فتعيش معي..
واعلم أن كل ذلك سيصلني بدون حتى أن تهمس!
سيصلني عبر ايماءة وجهك التي تعكس داخلك عندما تقرأ رسائلي.. فكن صادقاً أيها الصديق المجهول.
بالمناسبة عندما أشير إليك بأي لقب فلا تستغرب فتارة ستكون الصديق وتارة ستكون الغريب
وقد تكون في أحيان القريب وأحيانٍ أخرى البعيد..
ولعلي في مواقف سأنعتك فيها بالغائب ومواقف أخرى تكون الحاضر فيها..
ومن يدري ربما تكون أنت وطني الذي أناجيه...!
|
|
|