عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2020   #13

 
الصورة الرمزية البرنس مديح ال قطب

 عضويتي » 463
 سجلت » Sep 2020
 آخر حضور » 10-19-2021 (06:53 PM)
مشَارَڪاتْي » 30,555
مواضيعي » 480
عدد الردود » 30075
الاعجابات المتلقاة » 789
الاعجابات المُرسلة » 281
 العمر : 58
 التقييم : 30315
 معدل التقييم : البرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond reputeالبرنس مديح ال قطب has a reputation beyond repute
 اوسمتي :

وسام التواجد المميز 

البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً


اوسمتي

افتراضي



رمضان في المملكة المغربية..


شهر رمضان شهر التوبة والغفران لكل شعوب الأمة الإسلامية،
يتميز هذا الشهر الكريم، فضلاً عن زيادة رغبة الروح في التعبد والإقبال
على طلب الثواب والمغفرة، بعادات وتقاليد خاصة بكل شعب
وبكلدولة إسلامية، بل والأكثر من هذا تختلف العادات والتقاليد
في هذا الشهر الكريم بين كل مدينة وأخرى في نفس الدولة.


وتتميز بلاد المغرب العربي (المغرب– الجزائر– تونس) بطقوسها
الرمضانية الخاصة، ويحظى شهر رمضان باهتمام خاص من المغاربة
يتجلى بحفاوة استقباله، والحرص على الإعداد له قبل شهر من قدومه..
وتتشابه بلدان المغرب العربي في كثير من العادات والطقوس
والأكلات الرمضانية، ما يدل على عمق التواصل الجغرافي
والتاريخي والشعبي لهذه الدول..
ونحن اليوم على أعتاب رمضان، نصحبكم بجولة إلنعيش طقوس
رمضان في المغرب شهر رمضان في المملكة المغربية، أو كما يسمونه
بلهجتهم الخاصة (سيدنا رمضان) كناية على تفضيله على باقي أشهر السنة،
يتميز هذا الشهر الكريم بعبق خاص، فتزدان الحوانيت والمحلات
التجارية بالزينات، في الوقت الذي تغلق فيه جميع المقاهي والمطاعم
أثناء النهار، حيث يعاقب القانون المغربي من يجهر بإفطاره علانية..
ولطالما حكت الجدات أن نساء مدينة فاس، العاصمة العلمية والروحية للمغرب، كانت تجتمع في سطوح منازلها في انتظار رؤية هلال الأول
من رمضان لتطلق الزغاريد فرحاً بقدوم ضيف عزيز على أهل فاس،
والزغرودة إعلان بانطلاق موسم ديني واجتماعي متميز بفاس،
يليها (النفار) الذي يحمل مزماراً طويلاً ينفخ فيه سبع نفخات،
إما في صومعة المسجد أو متجولاً في الأزقة العتيقة للمدينة،
معلناً قدوم موسم الطاعات والصيام والتعبد.
ويبدأ استعداد المغاربة لاستقبال شهر الصوم في وقت مبكر،
ويستعدون له بالصيام في شهر شعبان الذي يبشرهم بهلال رمضان،
حيث يعدون بعض أنواع الحلويات الأكثر استهلاكاً على موائد الإفطار..
وبمجرد أن يتأكد دخول الشهر حتى تنطلق ألسنة أهل المغرب
بالتهنئات قائلين: (عواشر مبروكة) والعبارة تقال بالعامية المغربية،
وتعني (أيام مباركة) مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاثة:
عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.
وهناك عادة بدأت عند المغاربة وهي اختيار أئمة المساجد قبل رمضان،
والذين سيصلون بالناس أيام رمضان.. ولصلاة التراويح قدسية
كبيرة في نفوس المغاربة، حيث يحرصون على صلاتها في المساجد حيث يتهافت الناس من كل المناطق لأداء الصلاة.
يوجد تقليد سائد في المغرب (الدروس الحسنية الرمضانية)،
وهو تقليد لملك المغرب الراحل الحسن الثاني، وهي دروس تلقى
أمام الملك لأهم الفقهاء والخطباء في العالم.. ولا يزال الملك
محمد السادس يقتفي نفس خطى الدروس الحسنية،
والتي تقام في القصر الملكي، أو في مسجد الحسن الثاني.
وتزداد الزيارات الاجتماعية لصلة الأرحام، حيث يجتمع الأولاد
المستقلون المتزوجون في بيت العائلة، أو ما يسمونه بـ(البيت الكبير)
أيام الجمعة في رمضان.. وهناك تقليد جميل في رمضان،
حيث يحتفي الأهل بأول صيام للأطفال في رمضان، تعزيزاً
للقيم الإيمانية، والشعائر الدينية.
وتزخر المائدة الرمضانية في المغرب بأشهى المأكولات،
والتي هي جزء من التراث، وتقدم النساء عند الأذان التمر والماء
والحليب، ويتناول المغاربة بعد صلاة المغرب (الحريرة)،
وهي حساء شعبي مغربي تقليدي ارتبط برمضان، وهو الطبق الأساسي
في رمضان، وتقدم العجائن، والحلويات، والشبكية أو ما يعرف بالمشبك،
وأما الوجبة الدسمة فتكون بعد صلاة التراويح، ومن أهم الأطباق:
طاجين، والكسكس والسفوف والبريوات و(سلو) و(الشباكية)
و(الفقاص) و(كعب غزال)، تحرص على أن يكون أول إفطار في
(الدار الكبيرة)، حيث يتجمع أفراد العائلة الذين فضلوا الاستقلال بعد الزواج،
في منزل الأب أو الجد أو منزل أكبر أفراد العائلة..
كما يكون رمضان فرصة سانحة لإصلاح ذات بين المتخاصمين
من أبناء العائلة الواحدة.
أما المشروب المفضل فهو الشاي بالنعناع والشاي الأخضر المضاف
إليه القرنفل، بالإضافة إلى بعض المشروبات الباردة التي يدخل في
إعدادها الأعشاب الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي أثناء النهار.

ليلة القدر..

تحظى ليلة القدر المباركة بطقوس خاصة في المغرب، حيث يتم تخليدها بشكل مختلف عن سائر أيام السنة وخصوصا أيام شهر رمضان المبارك،
كيف لا وهي الليلة المباركة التي فضلت عن ألف شهر، لما تختزنه
من دلالات روحانية ومعاني وجدانية.
يحتفي المغاربة بليلة القدر أو ليلة السابع والعشرين كما هو متداول
في عرفهم، بعادات وتقاليد مميزة لا تتكرر في مناسبة أخرى،
ويحيون من خلالها ما توارثوه عن أجدادهم، من طقوس وعادات
أصبحت تندثر مع مرور الوقت.
من العادات التي اشتهر بها المغاربة في شهر رمضان
الاحتفال بالصوم الأول للأطفال في يوم من أيام رمضان خاصة
في السابع والعشرين منه، أو ليلة القدر بالمفهوم الديني،
ويعد الاحتفال بهذا اليوم من مظاهر العادات التقليدية المغربية،
حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل شهر رمضان،
والتي تعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني
للطفل المغربي المسلم.
فقد توارث المغاربة هذه العادة منذ القدم، وذلك بهدف إشعار الطفل
الصغير بالمسؤولية، وأنه لم يعد طفلا غير مسؤول، فخلال هذا
اليوم يتبارى الأطفال الصغار فيما بينهم من أجل صيام أول
يوم لهم في حياتهم، وذلك استعدادا منهم لتجريب هذه الفريضة
التي ستلازمهم طوال حياتهم.
وتجتهد العائلة المغربية في تحبيب وترغيب أطفالها الصغار
في شعيرة الصيام، وتذكره بأن الصوم الأول هو بمثابة الالتزام،
ذلك أن الطفل يدرك بأنه لن يتراجع عن الصيام في السنة القادمة
بعد أن علم الناس بأن فريضة الصوم قد فرضت عليه منذ
هذه السنة.
وتقضي العائلة المغربية يومها في تحفيز الابن الأصغر على إتمام يومه الأول
من الصيام، ويصبح محط اهتمام جميع أفراد أسرته، فتجدهم يرافقونه
طوال اليوم مخافة أن يشتد عليه الصوم ويفطر، وذلك من خلال
إشراكه في تحضير الإفطار، والذهاب إلى المسجد،
وتلاوة القرآن...
ويجتمع الأطفال الذين صاموا يوهمهم الأول في منزل الجيران قبل
آذان المغرب، وقد تم تجهيزهم في أبهى حلة، حيث يتم تزيين العرائس
الصغار بالقفطان المغربي التقليدي والحلي والمجوهرات،
فيما يرتدي الأطفال الذكور الجلباب المغربي أو "الجابادور"
و"البلغة".لتبدأ بعد ذلك مراسيم تخضيب أيادي الصغار بالحناء،
وسط أجواء تملؤها زغاريد الأمهات المبتهجات بصوم صغارهن،
والأصوات التي تصدح بالصلاة على الرسول الكريم، في جو احتفالي
ينسي "الملائكة الصغار" الإحساس بالجوع والعطش، ويرحل بهم
إلى عالم تسمو فيه الروح، وتلبس القلوب ولباس التقوى
والفرحة.
بعد الآذان يتم تقديم التمر والحليب للأطفال الصغار أول طعام
يفرقون به صيامهم الأول، لتقدم لهم بعد ذلك ما تفننت الأمهات
في إعداده من أطباق ومأكولات شهية.
ليس الأكل والتزيين هو ما يطبع هذا اليوم، فالعائلات المغربية
دأبت على إكرام أبنائها الصغار بالهدايا والمال تحفيزا لهم على
صيامهم الأول، وتشجيعا لهم على متابعة الصوم فيما تبقى من أيام
الشهر المبارك، استعدادا لصيام نصفه أو صيامه كاملا خلال السنة المقبلة.
هذه الطقوس الاحتفالية التي تنهل من تقاليد المغرب العريقة،
تحبب للأطفال فريضة الصيام وتحفزهم على الاستعداد لخوض
هذه التجربة في السنوات المقبلة دون إجبار وإكراه.
من جهة أخرى تزدهر خلال هذه الليلة تجارة الملابس التقليدية والبخور
والعطور بأنواعها، حيث يقبل بعض المغاربة على اقتناء هذه المواد،
لاستخدامها لتطييب منازلهم في ليلة القدر، وتزدهر الحركة بشكل
ملحوظ في استوديوهات التصوير التي تتزين بأبهى حلة لاستقبال
الراغبين في توثيق هذه الليلة رفقة أبنائهم، أو عائلاتهم مجتمعة.
وبعد نهاية الإفطار تستعد الأمهات لمرافقة صغيراتهن إلى مصور الحي،
الذي ينصب خيمته في الشارع، لاستقبال العائلات التي تود التأريخ
لحظات فلذات أكبادها، حيث تتربع الفتاة على "البرزة" أو "العمارية"
الصغيرة (الهودج) ، عروسا تحتفل بليلة عمرها، بينما يمتطي الطفل
الصغير صهوة الجواد متزينا باللباس المغربي التقليدي،
مثل العريس ليلة عرسه.
خلال هذه الليلة المباركة، تتزين بيوت الله لاستقبال ضيوف الرحمان
الراغبون في ختم القرآن قياما والطامعين في اقتناص فضائها،
وهي الليلة التي فضلها الله على ألف شهر، ويكثر المغاربة من العبادات
من صلاة وصدقة وذكر وقرآن وصلة للرحم، ومنهم من يعتكف
في المساجد إلى ما بعد صلاة الصبح، كما يرافق الأطفال آباءهم
إلى المساجد لتأدية صلاة التراويح، في جو روحاني، حيث تخف
الحركة في الشوارع، وتكتظ الساحات والأزقة بالمصلين بعدما
تمتلئ بيوت الله بالمصلين عن آخرها.
بعد أداء صلاة التراويح، يتزاور المغاربة فيما بينهم، وغالبا ما تجتمع
العائلات في بيت الأبوين، أو الشخص الأكبر سنا، في أجواء عائلية،
يطبعا التآخي والتآزر.. خاصة وأن هذه العادة الحميدة التي دعا لها
الإسلام الحنيف، أصبحت مهددة بفعل الانشغالات
اليومية للأشخاص، وعزوفهم عن التجمعات العائلية.
وتجسيدا لقيم التضامن والتكافل والاقتناع بالقيم الإسلامية السمحة،
تسهر الأسر المغربية على اختلاف أوضاعها المادية والاجتماعية
على إعداد أطباق من الكسكس المغربي، وتقدمها للمصلين
والمحتاجين، المعتكفين في بيوت الرحمان.
لرمضان في المغرب عادات خاصة تميزه عن غيره من الدول العربية
والإسلامية، ولليلة القدر مكانة كبيرة لا نظير لها في مكان آخر،
حيث خصوصية الأجواء الإيمانية والروحانية التي تميز ليلة القدر،
تعكس مظاهر التدين لدى المغاربة، وتشبثهم بالنفحات الربانية التي
تضاعف فيها الأجور، ويزداد خلالها المؤمن قربا من ربه، طمعا في رحمته
ونيل رضاه، كما تعكس قيم التضامن والتكافل وتربية النشء ع
لى جب العبادة، والالتزام بها منذ نعومة أظافره.

عيد الفطر..

ما أن تبزغ شمس يوم العيد حتى يبدأ الناس بالتهافت على المساجد والمصليات رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا وشبابا لأداء صلاة العيد،
التي تعتبر من المؤكدة في ديننا الإسلامي…وتهتز المساجد بالتكبير
والتهليل والتحميد. مما يضفى على جو هذا اليوم نسمات روحانية
تُجسد في النفس معاني التقوى والإيمان. وبعد أداء
صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة يشرع المصلون في تبادل التهاني والتبريكات قبل أن يعودوا إلى منازلهم يجتمعون على مائدة الافطار
وبعدها تقدم التهاني لذويهم وأقربائهم ويحث الناس على طلب
الغفران والعفو من المقربون من الذين حدثت بينهم خصومات
سابقة ويقوم الرجال والنساء بزيارة البيوت واحدا واحدا وملاقاة
بعضهم في الشوارع أو الساحات في جو من التسامح ومشاعر
الأخوة بقضاء واجبهم والحصول على جزاء واعد لصيام
وقيام رمضان المعظم.
ويتم تخصيص بقية اليوم إلى الأسر الزائرة. وفي يوم العيد لا تحول
المسافات وإن طالت بين الأقرباء لزيارة ذويهم.
إذ تتضاعف طاقة وسائل النقل الاستيعابية برا وجوا خلال يومي العيد
لتمكين الأسر من ممارسة شعائر العيد السعيد.

مع تحيات





رد مع اقتباس