09-19-2020
|
#3
|
|
لقد صرخ ماكس فيبر في وجه كل من الدين والأيديولوجيا بوصفهما عطالة الفكر، وجعل من العقلانية والتمدن وحدهما معياري الحداثة، وما أخلاق الإعتقاد إلا وهم واستمساك بالميثالية الماضوية، ولا أنسنة إلا في كنف العقلانية والمدينة، أما جون راولز، فإنه جعل من العدالة الفضيلة الأولى كالحقيقة بالنسبة لأنساق الفكر، إنها نظرية فلسفية للحقوق والواجبات ودعوة سسيو-قانونية للإقتصاد العالمي في المساهمة في بناء العالم، تتموضع إيتيقا العدالة هنا ضد النظرية النفعية التي أسسها بنتام والتي عمرت طويلاً في أفق الفكر الغربي. في حين يجعل هانس يوناس من المسؤولية عنواناً لكل إيتيقا مقبلة، ليس على شاكلة اليوتوبيا، بل باعتبارها ميثاق شرف بين الموجود والوجود، وما بين العالم والإنسان. إن يوناس “الفيلسوف الشؤوم” كما يلقب. وهذا المتشبع بالفكر الهايديغيري يجعل من المسؤولية وحدها الكفيلة بتخليص الإنسان المعاصر من إفرازات التطورات العلمية الوضعية. والتي باتت تشكل تهديداً حقيقياً لوضعية العالم اليوم. هنا أيضاً يشدد على ضرورة الحفاظ على البيئة والحيوان. لأن الإيكولوجيا حلقة مهمة جدا في تشكيل الأنطولوجيا العامة.
جزئتهُ لتسهل قرآته، الكاتب نصر الدين شنوف
|
|
.
|