منتديات شهرزاد الادبية - عرض مشاركة واحدة

#1 12-20-2018

...........

.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

على بعد 3 كيلو مترات من محافظة النماص تقع قرية «صدر وادي أيد» الأثرية إحدى أقدم القرى في جنوب المملكة حسب ما ذكره بعض المؤرخين. والتي تمتاز بالعديد من المنازل والقلاع التاريخية التي تشار حسب ماذكره بعض المؤرخين إلى أكثر من 3000 سنة تم بناؤها على نمط معماري فريد ومميز، الأمر الذي جعل منها تحفة إلا أن أهم ما تميزت به القرية من تلك المباني هو ذلك المسجد الأثري والذي بني في عهد هارون الرشيد، إلا أن ذلك الإرث التاريخي وبالرغم من أهميته التاريخية والأثرية بات اليوم يشكو الإهمال وغياب الاهتمام من قبل الجهات المعنية.
وتعد قرية صدر وادي أيد الأثرية من أقدم القرى الأثرية في جنوب المملكة العربية السعودية، يقدر تاريخ بنائها بما يزيد عن ٣٠٠٠ سنة كما ذكر بعض المؤرخين والمهتمين بالأثار.
وادي أيد
وقال غارم بن عجلان العمري نائب قرية صدر أيد: إن اسم القرية الصحيح هو صدر وادي أيد لأنها تقع وسط جبل وادي أيد، وهذا الوادي يعتبر من الأودية المعروفة في الجزيرة العربية والذي ينحدر من أعالي جبال ناصر حتى يصل وادي بدوه ومنها إلى وادي ترج ثم إلى بيشه ومع مرور الوقت اختصر اسمها إلى قرية صدريد.
وأضاف أن المسجد الموجود بالقرية يعد من أقدم المساجد في جنوب المملكة والذي بُني في عام ١١٠هـ، وموجود بمحرابه من الخارج مخطوطه من عام 170هـ مكتوب عليها وصية باللغة العربية قبل التنقيط، مضيفًا أن النقوش الموجودة على بعض جدران القرية كانت بالخط الثمودي أو الجنوبي وهذا يمثل أقوى الشواهد والادلة بأن تاريخ بناء القرية يعود إلى إحدى القبائل التي هاجرت من اليمن بعد انهيار سد مأرب ووصلت إلى وادي أيد بحكم موقعها المميز، والذي كان على طريق القوافل القادمة من وإلى اليمن وهو الطريق المشهور بطريق الحج، ولا تزال آثاره حتى اليوم قائمة، واتخذت من سفحه مكانًا أقامت فيه مساكنها ونقلت معها شيئا من حضارتها وثقافاتها، والخط لا شك أنه من أبرز معالم وسمات تلك الثقافة التي سادت في ذلك الوقت، وعلل عدم وجود مئذنة للمسجد بأن أهل المنطقة الجنوبية قديماً كانوا على المذهب الشافعي، حيث أن أهل المذهب الشافعي لا يقيمون مآذن على المساجد.
نسق هندسي
ويروي العمري عن ما تحتويه القرية من نسق هندسي بديع للذين قاموا بإنشاء تلك المنازل في ظل انعدام التخطيط والهندسة العمرانية الحديثة في وقتهم، حيث تميزوا في بنائها وفق نمط هندسي عندما تم بناء ما يسمى بالسفول العمياء وهي عبارة عن 3 طوابق تحت الأرض وليس لها الا مدخل واحد صغير، وتمتد إلى آخر القرية وتبلغ مساحتها بطول 50 مترا وعرض 30 مترا تقريبًا، وسبب تسميتها بالعمياء لعدم وجود أي نوافذ لها باعتبارها تحت الأرض، وأضاف بأن الغرض منها كانت تستخدم في وقت الحروب والغزوات.
كما يوجد كذلك (الجرين) يستفاد منه في استقبال الضيوف وأعمالهم في الزراعة، بالاضافة إلى وجود مقابر جاهلية وإسلامية بنيت على طريقة تلك العصور فبعض قبورها باتجاه بيت المقدس وبعضها باتجاه الشمس.
وقال الدكتور عمر العمري أحد المختصين في تاريخ المنطقة: إن هذه القرية تم بناؤها من قبل قبائل كانت تسمى بالعماليق والدليل على ذلك وجود مخطوطات بالخط المسند (الحميري) وحروف هذا الخط تعد أقدم حروف عربية مكتوبة عرفها التاريخ، وأضاف بأن المسجد الموجود بها تم بناؤه في عهد هارون الرشيد.