08-22-2020
|
#3
|
|
إذا سألت امرأة عن عمرها ! فهي تنقلك من دنيا السعادة الى دنيا الله يرحمك. رحمك الله وأحسن إليك، متى أخر مرة رأيتك فيها هنا. لا تسأل ! خذ من عمرها عشر سنين في ذمتك ! فسؤالك عن عمرها هو المبتدأ، وأنت خبر ذلك المبتدأ. وإذا أحببت أن تناديها فعليك بالمصطلحات البراقة الجميلة، مثلا : يا سيدتي ، يا مدمزين، يا أميرة ، فالأمر غير مكلف. فالمجاملات جدا رائعة. ( خذ في ذمتك قليلا ما شي مشكلا ) لربما إن المجاملة هي أفضل شيء تتقنه في حياتك. ربنا يطول في عمر سيادتك. إذا سألت رجلا عن عمره، فأنت فقط تقربه الى قبره! قبل ذلك أنت تجلب الى نفسك حقده، خاصة إذا كنت اصغر منه سنا، فأنت في نظره لا تفهم شيئا في هاته الحياة ! لا تناديه يا عم، إذا أحببت أن تناديه قل : يا أخي ، حتى لو كان أبو جدك !
المرأة ركيزة وعماد الأسرة والمجتمع، تقوم عليها مهام جسام، من أول يوم تغدو فيه صاحبة مسؤولية أساسية وقرار، فتخرج من بيتها الذي عاشت فيه وتربت، الى بيت جديد تؤسس فيه لعهد جديد، وبذلك تكون نواة وركيزة لكل شيء في الحياة الجديدة ، ولمملكتها الخاصة. فالبعض منهم تنتقل الى مملكتها الخاصة بزواجها واستقلالها في سن مبكرة وبذلك تقع عليها تلك المسؤوليات الكبيرة، فتواجه ضغوط أعمال عديدة، نظير ما تقوم به من جهد وتدابير ليست قليلة في بيتها، ومن تلك الضغوط العمل الدائب الدائم في كل ما يخص البيت والأسرة بشكل عام، والإنجاب، كل تلك المسؤوليات الكبيرة لها نصيب على حساب بدنها، وراحتها، وصحتها، ووظيفتها، أو عملها خارج المنزل. كل تلك المسؤوليات والأعمال الكبيرة التي على عاتقها، تجعلها عرضة للتعب، والضعف. ومع ذلك هي مستمرة في القيام بأداء كل ما هو مطلوب منها ومفروض عليها. دون تمنعٍ أو تململ، في مقابل ذلك كله هي تقاوم بكل كفاءة الانتقادات التي توجه إليها، وتعارض بشدة أن تنتقد في عملها أو في أدائها او بشيء يمس صحتها أو جمالها وخصوبة شبابها، فالسؤال الدائم عن مبلغها من العمر، قد يعرضها الى احراجات كثيرة، أو يعد سائلها الى حرب بلا هوادةٍ، خاصة إذا ما أصبح لها بنين وبنات كبار، ثم باتوا يعتمدون على أنفسهم بدونها، وترى ذلك عرضا ماثلا أمامها، كل تلك الأشياء الجديدة تغير في نفسيتها وفي درجة تحسسها لأمور عدة تجري في حياتها، فهي تريد أن تبدو دائما جميلة وقوية على الدوام. وأنها بحيويتها ملفتةُ للإعجاب وللنظر. إن مجرد التلميح للمرأة من أسرتها أو أهلها أو حتى من إحدى صديقاتها بأنها تقدمت في السن، وأنها قد تغيرت فتبدو عليها آثار الشيخوخة مثلا التعب، هذا الأمر سيجعلها تقوم بتجييش كل الطاقات الممكنة والمادة في سبيل أن تجاوز كل الخطوط والتلميحات التي تهدد درجة صفائها و جمالها، وأناقتها، فمجرد التلميح لها بكبر سنها، ربما يجعلها تتخلى عن أشياء سابقة كانت تؤديها في منزلها او في عملها الى صرف أموال طائلة في سبيل استعادة جمالها وأنوثتها ورونقها، فلن تهدأ لها ثائرةً حتى تملأ مذكرتها الخاصة وتشحنها بالمواعيد المتكررة، سواء في عيادات الصحة والتجميل، وإجراء عمليات تعديل وتقويم وتجميل، وأشياء عديدة قد تجلب لها أسبابا أخرى تعود عليها بالضرر. بالتالي لربما تنشأ فيما بعد خلافات طفيفة في بيتها وفي علاقتها الأسرية، والاجتماعية، نتيجة لتراخيها البسيط والتبدل الطارئ الناشئ في حياتها الخاصة. لذلك من درجة الفطنة والذكاء والأخلاق الجميلة أن يقوم الرجل المتفهم لتغيرات وأنماط الحياة بتمتين العلاقة بينه وبين المرأة بكلمات مشجعة، وقوية ترفع وتعزز درجة معنويتها وتقوي روحها وملكة الموهبة والجسد، وتشحن طاقتها بالأمل والإبداع ، لتمارس حياتها بكفاءة عالية، لأنه ليس من مصلحة الأسرة، أو مكان العمل، والعلاقات الاجتماعية، أن تبدو المرأة ضعيفة، محطمة من الداخل، غير مهتمة بأناقتها ومظهرها. لأن شعورها بالضعف والوهن، الأمر الذي قد يحدث خلال يهدد حياة وبناء ومعنويات ومشاعر أسرة بكاملها ومجتمع. ومن تتعامل معهم في هاته الحياة. وتقوم على ذلك حساب كثيرة وخطيرة ومشكلات لا تنتهي. ومن هذا، يجب على الإنسان مراعاة المشاعر والأحاسيس بما يتفق مع الذوق والأخلاق فيكون دافعا للصلح. غير ملمح فيما يثير شبهة أو يحبط عماد ذات، ويقلل من أسباب الراحة والسعادة على الناس، لأنهم ينظرون دوما الى ما يبعث في نفوسهم الطمأنينة والوفاء والراحة والأمل،
|
|
.
|