08-01-2020
|
#4
|
|

..قادتني خطواتي إلى
شجرة الكاردينيا
كأن عطرها
يخترق الروح بغير استئذان ..
الفراشات تتراقص بين الأغصان المتمايلة
من شدة العطش ثم تعانق الأزهار الملونه..
أظنها كانت بقايا أزهار!
ويعلو صوت العصافير وهي تزقزق حول النخلة ..
كم هي حزينة تلك النخلة ! إنقطعت
ثمارها وأصابها المرض!
تسحبت متوجسة إلى المدخل الرئيسي..
أسمع خفقات قلبي المضطربة
بين الخوف والفرح شعرت
في أمان الإنتماء يتسلل إلى داخلي
كانت لحضات لاأكثر..
حتى داهمني الخوف وأرعبني منظر الزجاج
المتكسر والظلام المنبعث من البيت المهجور..
حاولت الإقتراب لكن دون جدوى ..
شغلتني الدهشة وقد غطى المكان لمحة
من الكآبة والحزن .
التفت لأعود من حيث أتيت فوقع نظري
على الأرجوحة
مشيت إليها بخطوات متثاقلة .
..تبدو باهتة لقد غطاها الغبار والصدأ
ومع هذا أحبها.. جلست أتأرجح
مع الذكريات وأجمل الأيام وصوت الضحكات في
هذه اللوحة الجميلة التي باتت بطاقة معايدة للذكرى!
.. تسلل إلى أذني صوت منبعث من الداخل يناديني ..
وقفت قليلاً وتأملت الصوت ..
تذكرت أنها دميتي ..كيف تركناها
هناك أنها تصرخ من سنين ..
أسرعت إليها ...
مددت يدي لأسحبها من بين الظلام
وكومة الزجاج
أنسكبت القهوة دون أن أشعر..
فأدركت أنني هنا طاردتني
الذكريات مع فنجان قهوة!
ترتعد من حرارتها
فهي حارقة المذاق
ولها طعما خاصا
بكل سخونتها
لا انكر حبي لها
فهي حلوتي ومرتي
اتذوقها في كل وقت
من صباح ومساء
تدفقك..
كحنانه اللا محدود كشلال
بارد في حر الهجير ..
سحرك .. كسحره هو لا تستطيع
أن تدعي الملل منه أو هجره ؟؟
ولا تكف عن إدمانه!
تجددك.. كوفاء الذكريات
التي لا نمل
من تكرارها والأنس بها,
والانغماس في تفاصيلها..معه!
نفاذك.. كأنفاسه التي تداعب قلوبنا ,
وتخترق أفئدتنا ,وتنساب بحواسنا!
دفئك ..كحب الذي يشتعل
حرائقا متوقدة من العشق السريالي ..
تطفئ جذوة الصقيع في قلوبنا !
صوت طحنك ...كنبضاته التي تدوي
في شراييننا وتخترق أوردتنا ,
وهمساته التي تملأ أذاننا!
رغوتك ...
كالزوابع المتتالية التي يحدثها حضوره !
|
|
|