تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هدية رمضان


الوافي
03-01-2025, 08:39 PM
هدية رمضان

كان رمضان يقترب
وكانت حارتنا تكتسي بحلتها المعتادة
فوانيس تضيء الشوارع
وروائح الأطعمة الشهية تتسلل من النوافذ
وأصوات الأطفال تملأ المكان فرحا بقدوم الشهر الكريم.

في أحد أزقة الحارة
كان يعيش الطفل "حسن" مع والدته وأخته الصغيرة
بعد أن فقدوا والدهم منذ سنوات
رغم بساطة حالهم
إلا أن والدته غرست في قلبه حب العطاء
فكان يساعد الجيران
ويبتسم في وجه الجميع

في يوم من الأيام
وبينما كان حسن يسير قرب السوق
رأى بائع الفوانيس يعرض فوانيس جميلة بألوان زاهية
كان يتمنى أن يشتري فانوسا لأخته الصغيرة التي لطالما حلمت بواحد يضيء غرفتها
لكنه لم يكن يملك المال الكافي

في طريق العودة
مر حسن بجوار المسجد
فوجد رجلا مسنا يجلس على الرصيف
وقد بدت عليه علامات التعب والجوع
شعر حسن بالحزن
فأخرج من جيبه القليل من المال الذي ادخره
وذهب مسرعا إلى المخبز
واشترى خبزا وبعض التمرات
ثم عاد وأعطاه للرجل وهو يبتسم.

نظر الرجل إلى حسن بعينين دامعتين
وقال له: "بارك الله فيك يا بني.. كنت جائعا ولم يكن لدي ما آكله.. جعلك الله نورا لمن حولك."
ثم أخرج من كيسه الصغير فانوسا قديما
وقال: "هذا الفانوس أهداني إياه أبي في صغري
وهو يحمل في قلبه نورا لا ينطفئ. خذه هدية لك
فالأرواح النقية تستحق النور."

فرح حسن كثيرا
وعاد إلى البيت وهو يحمل الفانوس بين يديه
وعندما رأت أخته الفانوس
قفزت فرحا واحتضنته
بينما نظرت والدته إليه بفخر
وعرفت أن قلب ابنها أصبح أنقى وأجمل من أي فانوس مضيء.

ومنذ ذلك اليوم
أدرك حسن أن العطاء لا يحتاج إلى مال وفير
بل إلى قلب رحيم
وأن الخير يعود لصاحبه بطرق لم يتوقعها

ودمتم سالمين.

//حصري لشهرزاد//

ساندرا
03-01-2025, 09:15 PM
بين مواضيعكم نجد المتعة والجمال دمت بهذا التالق

معزوفه
03-03-2025, 06:53 AM
إنَتَقاء ثَري بالَذائَقة
جَمِيلْ ممَزوُج بعطر الورد
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ

فيولا
03-08-2025, 02:52 PM
حرفك كنجمة في سماء الأدب،
يضيء دروب الفكر والجمال.
طبت وحرفك يزهو.

ملك الغرام
03-08-2025, 08:07 PM
لا عدمنا التميز و روعة الطرح
دمت لنا ودام تالقك الدائم آرق التحايا