تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ


الوافي
04-30-2023, 05:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (108)

{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} والمراد بالآية هنا «حكم الآية» سواء أزيل لفظها أم أبقى لفظها لأن المقصود بيان حكمة إبطال الأحكام لا إزالة ألفاظ القرآن. {أَوْ نُنسِهَا} يخبر تعالى راداً على الطاعِنين فى تشريعه الحكيم الذين قالوا: إن محمداً يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غداً، فقال تعالى: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} والخيرية ظاهرة، لأن المأتي به، إن كان أخف من المنسوخ أو المنسوء، فخيريته بالنسبة لسقوط أعباء التكليف، وإن كان أثقل، فخيريته بالنسبة لزيادة الثواب {أَوْ مِثْلِهَا} أو مساو لها في التكليف والثواب، وذلك كنسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى الكعبة. والحكمة هنا استسلام العبد لأحكام الله عز وجل، وتمام انقياده لها، كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة:143]

وهذه الآية مثل قوله تعالى: {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [يونس:15] فما يكون للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يبدل شيئاً من القرآن من تلقاء نفسه، ويفهم من قوله {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} أن الله تعالى يبدل منه ما شاء بما شاء. {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} استفهام معناه التقرير. مثل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح:1] ولما أريد بالقدرة الوصف جاءت على صيغة "فعيل"؛ لكن إذا أريد بها الفعل تكون بصيغة "الفاعل"، كما في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ} [الأنعام:65]؛ و "القدرة" صفة تقوم بالقادر بحيث يفعل الفعل بلا عجز؛ أما "القوة" فصفة تقوم بالقوي بحيث يفعل الفعل بلا ضعف؛ إذاً المقابل للقدرة: العجز؛ لقوله تعالى: {َمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً} [فاطر:44]؛ والمقابل للقوة: الضعف، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم:54]؛ والفرق الثاني بينهما: أن "القوة" يوصف بها من له إرادة، وما ليس له إرادة؛ فيقال: رجل قوي؛ وحديد قوي؛ وأما "القدرة" فلا يوصف بها إلا ذو إرادة؛ فلا يقال: حديد قادر.

غرق
05-12-2023, 07:37 PM
طرحت فأبدعت لك كل الاحترام والمحبة

ابراهيم دياب
02-21-2024, 04:29 PM
شكرا لكم

على الطرح الاكثر من رائع
خالص مودتى وتقديرى

وننتظر جديد ابداعكم