تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عليك بالصوم فإنه لا مثل له


الوافي
03-28-2022, 05:26 AM
**
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

عليك بالصوم

أخي الكريم: «عليك بالصوم فإنه لا مثل له» [صححه الألباني].. هكذا وصاك النبي -صلى الله عليه وسلم-.. فأرشدك إلى هذه العبادة في عبارة وجيزة تحمل في وجازتها أسرارًا عظيمة لغنائم جليلة فضيلة قل من يكسبها!
ولو تأملت أخي في أسرار تلك الغنائم.. لوقفت متحسرًا على يوم فاتك لم تصمه.. ولدعتك نفسك التواقة إلى الخير إلى الحرص على كل صوم مستحب.

فهذا شهر رمضان لا يخفى عليك أجره وثوابه.. وهو من العظمة والكثرة في منتهى النهايات.. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري].
وصوم رمضان ركن من أركان الإسلام.. أوجبه الله على كل مسلم.. وليس هنا عنه نتكلم.
وإنما الحديث هنا عن الصيام المستحب وما له من فضل وثواب عند الله.. فالصوم في سبيل الله.. جُنة من النار.. وقاية منها كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «الصوم جنة يستجن بها العبد من النار». [حسنه الألباني، صحيح الجامع: 3867]

والصوم شافع لك يوم القيامة.. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. في الحديث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان» [المحدث: الهيتمي المكي، صحيح أو حسن].

وإذا كانت الحسنة بعشر أمثالها.. فإن الصوم قد أخفى الله ثوابه.. وفي ذلك من الإشارة إلى عظم ثوابه ما لا يخفى.. ففي الحديث القدسي قال الله -تعالى-: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل:إني امرؤ صائم» [صحيح مسلم: 1151].

قال ابن رجب -رحمه الله- في شرح هذا الحديث: (يكون استثناء الصوم من الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام ، فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد بل يضاعفه الله عز وجل أضعافًا كثيرة بغير حصر عدد).
فإن الصيام من الصبر، وقد قال اله -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ولهذا ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه سمى رمضان شهر الصبر، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الصوم نصف الصبر» [المحدث: المنذري، صحيح أو حسن أو ما قاربهما].

والصبر على ثلاثة أنواع: صبر على الطاعة.. وصبر على محارم الله.. وصبر على الأقدار المؤلمة.
وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه، كما قال الله -تعالى- في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120] (لطائف المعارف لابن رجب ص: 168).

وقال القرطبي -رحمه الله-: "إن أعمال العباد مناسبة لأحوالهم إلا الصيام فإنه مناسب لصفة من صفات الحق، كأنه يقول: إن الصائم يتقرب إليّ بأمر هو متعلق بصفة من صفاتي".
فتأمل أخي في ثواب هذه العبادة.. فهي وقاية من النار. وشافعة يوم المعاد.. ولا يعلم عظم ثوابها إلا رب العباد..


**

عصي الدمع
03-30-2022, 02:57 AM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة

عتاب
04-06-2022, 09:00 AM
عطاؤك منقطع النظير واختياراتك في غاية الروعة حفظك الله ووفقك

سكون القمر
04-07-2022, 03:17 AM
سلمت أناملك على جمال طرحك
الله يعطيك العاافيه لك جنائن الورد
وأصدق الود

ابراهيم دياب
04-11-2022, 06:54 PM
سلمت يدآك على روعة الطرح
وسلم لنآ ذوقك الراقي على جمال الاختيار
لك ولحضورك الجميل كل الشكر والتقدير
اسأل البآري لك سعآدة دائمة
تحياتي..

http://www.schrzad.com/up/do.php?imgf=163463381578791.gif


http://wahjj.com/vb/imgcache/12989.imgcache.gif

ابو الملكات
04-22-2022, 11:19 PM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب