المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات أهل الجنة والنار


الوافي
08-14-2020, 04:35 AM
**
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للهِ الْمُبْدِئِ الْمُعِيدِ الْمُغْنِي الحَمِيدِ، ذِي العَفْوِ الواسِعِ والعِقابِ الشَّدِيدِ، مَنْ هَداهُ فَهُوَ السَّعِيدُ السَّدِيدُ، ومَنْ أَضَلَّهُ فَهُوَ الطَّرِيدُ البَعِيدُ، ومَنْ أَرْشَدَهُ إِلى سَبِيلِ النَّجاةِ فَهُوَ الرَّشِيدُ، يَعْلَمُ ما ظَهَرَ وما بَطَنَ، وما خَفِيَ وما عَلَنَ، وهُوَ أَقْرَبُ إِلى كُلِّ عبدٍ مِنْ حَبْلِ الوَرِيد، قَسَّمَ الخَلْقَ قِسْمَيْنِ وجَعَلَ لَهُمْ مَنْزِلَتَيْنِ فَرِيقٌ في الجَنَّةِ وفَرِيقٌ في السَّعِيرِ.

أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ: فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ القائِلِ في مُحْكَمِ كِتابِهِ ﴿لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الفَائِزُونَ (۲٠)﴾.

إِخْوَةَ الإِيمانِ: إِنَّ الذَّكِيَّ الفَطِنَ مَنْ تَزَوَّدَ مِنْ دُنْياهُ لآِخِرَتِهِ ولَمْ يَبِعْ اخِرَتَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيا، فَالنّاسُ يَوْمَ القِيامَةِ قِسْمٌ إِلى الجَنَّةِ وقِسْمٌ إِلى النّارِ فَهُما دارانِ ما لِلنَّاسِ غَيْرُهُما فَأنْظُرْ يا أَخِي ماذا تَخْتارُ لِنَفْسِكَ، فَالجَنَّةُ أُعدَّتْ لِلْمُؤْمِنِينَ والنّارُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ولا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وأَصْحابُ الجَنَّةِ.

طَعامُ أَهْلِ الجَنَّةِ:
كَما قالَ تَعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ (۲٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ (۲١)﴾
وكما قال عز وجل ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (۲٣) كُلُواْ وَٱشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (۲٤)﴾.

أَمّا طَعامُ أَهْلِ النّارِ:
كَما قالَ تَعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ (٦) لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ (٧)﴾ وَالضَّرِيعُ شَجَرٌ كَرِيهُ الْمَنْظَرِ كَرِيهُ الرّائِحَةِ وثَمَرُهُ كَرِيهُ الطَّعْمِ.
وكَما قالَ تَعالى ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعَامُ الأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي البُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)﴾.
وكَما قالَ تَعالى ﴿وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ (٣٧)﴾.

أيها الأحبة في الله: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النّارِ وأَصْحابُ الجَنَّةِ ولا يَسْتَوِي شَرابُ أَهْلِ الجَنَّةِ وشَرابُ أَهْلِ النّارِ.

فَأَمّا أَهْلُ الجَنَّةِ: فَإِنَّهُمْ يُسْقَوْنَ مِنَ الرَّحِيقِ وهِيَ عَيْنٌ في الجَنَّةِ مَشوبَةٌ بِالْمِسْكِ بِإِناءٍ مَخْتُومٍ عَلَيْهِ بِالْمِسْكِ ومَمْزُوجٍ فِيهِ مِنْ تَسْنِيمٍ وهِيَ عَيْنٌ في الجَنَّةِ رَفِيعَةُ القَدْرِ.

وقالَ تَعالى ﴿يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (٢٦) وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)﴾.

وأَمّا أَهْلُ النّارِ: فَشَرابُهُم الْماءُ الْمُتَناهِي في الحَرارَةِ قالَ تَعالى ﴿لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا (٢٤) إِلاَّ حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥)﴾ والحَمِيمُ هُوَ الشَّرابُ الْمُتَناهِي في الحَرارَةِ والغَسَّاقُ ما يَسِيلُ مِنْ جُلُودِ أَهْلِ النّارِ تَسْقِيهِمْ إِيّاهُ مَلائِكَةُ العَذابِ فَتَتَقَطَّعُ أَمْعاؤُهُمْ قالَ تَعالى ﴿وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (٢٩)﴾.

ولا يَسْتَوِي لِباسُ أَهْلِ الجَنَّةِ ولِباسُ أَهْلِ النّارِ فَأَمّا أَهْلُ الجَنَّةِ فَثِيابُهُمُ الحَرِيرُ والسُّنْدُسُ والإِسْتَبْرَقُ،

قالَ تَعالى: ﴿عَالِيَهُمْ﴾ أَيْ فَوْقَهُمْ ﴿ثِيَابُ سُندُسٍ﴾ أَيِ الثِّيابُ الرَّقِيقَةُ مِنَ الدِّيباجِ وهُوَ الحَرِيرُ ﴿خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ﴾ وهُوَ ما غَلُظَ مِنَ الدِّيباجِ ﴿وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (٢۱)﴾.

وأَمّا أَهْلُ النّارِ: فَثِيابُهُمْ مِنْ نارٍ قالَ تَعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّنْ نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(۱٩)﴾

وكذلك لا تَسْتَوِي هَيْئَةُ أَهْلِ الجَنَّةِ وهَيْئَةُ أَهْلِ النّارِ، فَأَمّا أَهْلُ الجَنَّةِ فَإِنَّهُمْ عَلى صُورَةِ أَبِيهِمْ ءادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ سِتُّونَ ذِراعًا طُولاً في عَرْضِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ حِسانُ الوُجُوهِ يُشْبِهُونَ يُوسُفَ الصِّدِّيقَ في الجَمالِ.

وأَمّا أَهْلُ النّار:ِ فَإِنَّ اللهَ يَزِيدُ في أَحْجامِهِمْ لِيَزْدادُوا عَذابًا حَتَّى يَكُونَ ضِرْسُ الكافِرِ يَوْمَ القِيامَةِ كَجَبَلِ أُحُدٍ وما بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ مَسِيرَةَ ثَلاثَةِ أَيّامٍ وكُلَّما أَنْضَجَتْ جُلُودَهُمُ النّارُ كُسُوا جُلُودًا غَيْرَها قالَ تَعالى ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا العَذَابَ﴾.

إخوة الإيمان: قالَ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى عَنْ أَصْحابِ النّارِ: ﴿إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (٧)﴾ فَإِنَّ الكُفّارَ إِذا أُلْقُوا في جَهَنَّمَ طُرِحُوا فِيها كَما يُطْرَحُ الحَطَبُ في النّارِ العَظِيمَةِ فَيَسْمَعُونَ لِجَهَنَّمَ شَهِيقًا صَوْتًا شَدِيدًا مُنْكَرًا لِشِدَّةِ تَوَقُّدِها وغَلَيانِها.

وأَمّا أَهْلُ الجَنَّةِ: فَإِنَّهُمْ لا يَسْمَعُونَ فِيها باطِلاً ولا مَأْثَمًا ولا ما يُزْعِجُهُمْ قالَ تَعالى ﴿لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا (٢٥) إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا سَلاَمًا (٢٦)﴾.

أيها المؤمنون: لِيُحَاسِبْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ ولِيَنْظُرْ هَلْ أَعَدَّ الزّادَ لِيَوْمِ الْمَعادِ لِيَكُونَ مِنَ الَّذِينَ وَرَدَ فِيهِمْ ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ (٨) لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (۱٠) لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً (۱۱) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (۱٢) فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ (۱٣) وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ (۱٤) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (۱٥) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (۱٦)﴾ وخَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ وَرَدَ فِيهِمْ ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (٢) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (٣) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (٤) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ (٥) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ (٦) لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ(٧)﴾.
اَلْمَوْتُ بابٌ وكُلُّ النَاسِ داخِلُهُ فَلَيْتَ شِعْرِيَ بَعْدَ البابِ ما الدّارُ
الدّارُ جَنَّةُ عَدْنٍ إِنْ عَمِلْتَ بِما يُرْضِي الإِلَهَ وإِنْ فَرَّطْتَ فَالنّارُ
هُما مَصِيرانِ ما لِلْمَرْءِ غَيْرُهُما فَأنْظُرْ لِنَفْسِكَ ماذا أَنْتَ تَخْتارُ
فأنظر أَخِي الْمُسْلِمُ: ماذا أَعْدَدْتَ ولأِيِّ دارٍ تَهَيَّأْتَ فَلَيْسَ في الآخِرَةِ دارٌ إِلاّ جَنَّةٌ أَوْ نارٌ ولا يَسْتَوِي أَصْحابُ الجَنَّةِ وأَصْحابُ النّارِ وقِ نَفْسَكَ وأَهْلَكَ النارَ بِتَعَلُّمِ ما افْتَرَضَ اللهُ عِلْمَهُ مِنْ عِلْمِ الدِّينِ وأَدِّ ما افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ وَأجْتَنِبْ ما نَهاكَ عَنْهُ لِتَسْلَمَ في الآخِرَةِ مِنْ نارٍ وَقُودُها النّاسُ والحِجارَةُ فَقَدْ قالَ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٦)﴾. أَجارَنِي اللهُ وإِيّاكُمْ مِنَ النّار.


**

غرام الروح
08-14-2020, 04:56 AM
سلم ابداعك
طرح قيم ورائع
مزيد من التقدم والابداع
تحيتي

عزف الحروف
08-14-2020, 09:06 AM
تسلم الايادي على روعة الطرح المميز
لا عدمنا حضورك الراقي

تحياتي

ابن ناحي
08-14-2020, 12:41 PM
مع ملاحظة ان الجنة درجات
والنار دركات
النعيم بالجنه يوجد اختلافات لكل درجه
واهل النار يوجد اختلافات ايضا فالنار كعنابر السجن مع الفارق طبعا لكل عنبر طريقة مختلفه

بالنسبة لدرجات الجنه تقريباً بحثها مكتمل عندي
ان شاء الله سأورده اذا سنحت الفرصه

جزيت كل خير على الطرح

ابراهيم دياب
08-20-2020, 08:47 AM
طرح رآئع بإبدآع لآ يُضآهى
فكراً ومنطوقاً وعطآء يفوق الخيآل
سلمتم ودمتم كما تحبون وترضون
وفقكم الله وأمد أعمآركم
أرق التحآيا لمقآمكم

https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_22_18_c1ce_702e63d2312d1.png (https://upload.3dlat.com/)

ابو الملكات
08-29-2020, 11:24 AM
جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

اثير حلم
08-30-2020, 06:33 AM
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وحفظك
دُثّرَ هذا الطرح الجميل
بنعمةِ نهمٍ و اشتياق
وهبة انتظار تجلت ،
تزهو النفس بخمائلَ نظمكَ،
ينوعةً تعانق سمو المفردات،
وتطبع على المحيى
بسمات راقية ،
شهداً ومودة .
ألِفتُ هذا البريق الآسر،
في أفنان وأكنان الجمال.
أترنم بفخر عظيم،
أن جعلت للحرفِ رونقا :
كضياء أنجم السماء،
فاقتطفتُ الورد والود :
من رياض خمائلك،
أشعر أنى ملكت الروض
وما حملت من نسائم
عطر الخمائل،
أباهي بك أجمل اللحظات،
فتفيض المفردات بسحر
النشوة والفرح
أَنَفَةِ في قَلَاَئِدِ عُرشِ،
مَمْلَكَةِ الطُّهْرِ ..
أهْتَمُ كَثِيرَا بِهَذَا
الدفق الصافي العذب..
ف أَزْهُو كطائر فَخْرَ ..
لفجر التاريخ
أن حَقُّ لِه الفخر .
قناعة كبرى بسجايا نبيلة
في عطاءٍ مستمر
وفقك الله

جنة الروح
09-09-2020, 10:03 AM
جزيت خيرا
ربي يعطيك العافيه
تحيتي لك
https://c.top4top.io/p_1689te8ph0.gif

جنة الروح
09-09-2020, 10:03 AM
جزيت خيرا
ربي يعطيك العافيه
تحيتي لك
https://c.top4top.io/p_1689te8ph0.gif